
تشهد الطريق الوطنية رقم 1، على مستوى المقطع الرابط بين تغازوت وأورير في اتجاه مدينة أكادير، خلال الأيام الأخيرة، اختناقًا مروريًا غير مسبوق، يمتد في بعض الأحيان لأكثر من 10 كيلومترات، ما تسبب في حالة من التذمر والاستياء في صفوف السائقين والمصطافين.
فمع حلول فصل الصيف وارتفاع عدد الزوار المتجهين نحو شواطئ تغازوت، إمي ودار، أغروض، وتمراغت، يتحول هذا المقطع الطرقي الحيوي إلى ما يشبه طابورًا طويلًا من السيارات المتوقفة لساعات تحت الشمس الحارقة خاصة في رحلة العودة، في ظل غياب شبه تام لأي تدخل تنظيمي فعّال.
ووفق إفادات شهود عيان لـ”أكادير تيفي”، فإن الرحلة التي لا تستغرق في العادة سوى 20 إلى 30 دقيقة بين تغازوت وأكادير، باتت تمتد في أوقات الذروة إلى ما يزيد عن 3 ساعات، في مشهد بات يسيء لصورة المنطقة كوجهة سياحية عالمية.
الزوار عالقون.. والرحلة تتحول إلى كابوس
تحولت الرحلات اليومية التي كان ينتظرها المصطافون إلى كابوس مروري حقيقي، خاصة بين منطقتي أورير وتمراغت، حيث يضطر الزوار الهاربون من حر المدن إلى قضاء ساعات طويلة داخل سياراتهم، في ظل فوضى مرورية وغياب أي تدخلات واضحة لتسيير الحركة أو تخفيف الضغط.
تحذيرات من أثر كارثي على السياحة
عدد من المهنيين في قطاع السياحة عبّروا عن تخوفهم من التأثيرات السلبية لهذا الوضع على تنافسية تغازوت كوجهة سياحية، خاصة وأنها تضم مجموعة من المنتجعات المصنفة عالميا.
كما نبّه البعض إلى أن عدم معالجة هذه الأزمة سيلقي بظلاله على استعدادات المغرب لتنظيم تظاهرات كبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، حيث يُرتقب أن تستقر العديد من الوفود والمنتخبات في فنادق تغازوت.
من جهتهم، دعا مواطنون متضررون إلى تفعيل مخطط مروري صيفي موسمي، مدعوم بفرق كافية من رجال الأمن والدرك الملكي، إلى جانب اعتماد تقنيات المراقبة الذكية لتسيير حركة المرور وتجنب التكدس العشوائي، الذي يتكرر كل صيف دون حلول واضحة.
“أكادير تيفي” تقترح حزمة من الحلول العملية
في ظل تفاقم الوضع، تقترح “أكادير تيفي” مجموعة من الإجراءات العاجلة والمتوسطة المدى، التي من شأنها تخفيف حدة الازدحام وضمان تجربة تنقل آمنة ومريحة:
حلول عاجلة وفورية:
- تخصيص فرق مرورية دائمة من رجال الدرك لتنظيم السير يدويًا في نقاط الازدحام، خصوصًا عند مدخل تغازوت ومدارة أورير.
- إزالة المدارة الطرقية الحديثة بتامراغت “زكَمي”، والتي زادت من تباطؤ حركة السير في تلك النقطة الحيوية.
حلول متوسطة المدى:
- توسيع المقطع الطرقي الرابط بين أورير وتغازوت وتحويله إلى طريق مزدوج في الاتجاهين.
- توسيع الطريق بين تغازوت وأغروض، التي تعرف بدورها اختناقات متكررة.
- إنشاء ممر تحت أرضي على مستوى مدارة أورير لتقليل نسبة الازدحام بما لا يقل عن 50%.
حلول استراتيجية
- الإسراع بإنجاز الطريق المداري الرابط بين مطار أكادير المسيرة وتغازوت، مع اقتراح تمديده نحو منطقة أغروض بجماعة التامري لتفادي المرور عبر أورير بالكامل.
الاختناق بين تغازوت وأكادير ليس وليد اليوم، لكنه بلغ هذا الموسم مستويات قياسية، ما يستدعي تدخلًا سريعًا من السلطات المحلية والجهوية، وتعاونًا جادًا بين كافة الفاعلين. فهذه المنطقة لا تحتاج فقط إلى “شق طرق”، بل إلى رؤية مرورية واضحة ومستدامة، تُواكب الزخم السياحي والعمراني الذي تعرفه خلال السنوات الأخيرة.