انطلقت، يوم أمس الإثنين، أمام محكمة الجنايات بجنوب فرنسا، محاكمة مهاجر مغربي يبلغ من العمر 41 عامًا يُدعى محمد.ع، بتهمة قتل زوجته وشقيقتها داخل شقة بمدينة أليس في ماي 2023، في جريمة أثارت صدمة واسعة في الأوساط الفرنسية والمغربية. المتهم، الذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة، أقر بارتكاب الجريمة، لكنه حاول التقليل من خطورتها خلال جلسة الاستماع، قائلاً: “بالنسبة إلى فاطمة، نعم، لكن زوجتي… كان مجرد حادث!”
الجريمة تعود إلى تاريخ 5 ماي من السنة الماضية، حينما توجّه محمد إلى شقة زوجته حليمة ز. البالغة من العمر 26 عامًا، والتي كانت قد تركت منزل الزوجية واستقرت بالقرب من عائلتها بسبب خلافات أسرية متراكمة. داخل الشقة، دخل المتهم في شجار عنيف مع شقيقة زوجته فاطمة، البالغة من العمر 39 سنة، متهماً إياها بأنها السبب في ابتعاد زوجته عنه. وسرعان ما تحوّل الخلاف إلى مشهد دموي مروّع، حيث وجّه لمحمد 14 طعنة قاتلة إلى فاطمة، إحداها استقرت في قلبها بحسب تقرير الطب الشرعي، قبل أن يهاجم زوجته ويسدد لها ثلاث طعنات، كانت أخطرها على مستوى الرقبة.
داخل الشقة، كانت خبيرة تجميل حاضرة وشهدت الجريمة بكامل تفاصيلها، قبل أن يُطلب منها من طرف الجاني مرافقته إلى مركز الشرطة، حيث سلّم نفسه واعترف صراحة بجريمته، قائلاً: “نعم، قتلت بدافع الغضب.” غير أن تصريحاته لاحقًا بدت متناقضة، كما كشفت ذلك الخبرة النفسية التي أُجريت عليه. وقالت خبيرة علم النفس أنابيل مونتين إن المتهم غيّر روايته بتأثير من محاميه، بينما اعتبر الطبيب النفسي لوران لايت أن محمد يفتقر إلى أي شعور بالمسؤولية، ويظهر ميولًا لتقمص دور الضحية وتحميل الآخرين تبعات أفعاله.
النيابة العامة التمست أقصى العقوبة الممكنة في حق المتهم، في انتظار صدور الحكم النهائي يوم الأربعاء، وسط أجواء مشحونة بالحزن والأسى، بعد أن خلّفت هذه الجريمة جرحًا عميقًا في أسرتين مفجوعتين، وطفلة صغيرة وجدت نفسها يتيمة الأم في مشهد لا يطويه الزمن بسهولة.
