اختفى سمك السردين، الذي يعد الأكثر استهلاكاً في الفترة الحالية، من أسواق أكادير وعدد من المدن المغربية، وذلك بسبب ارتفاع سعره إلى مستويات قياسية. وبلغ ثمن الصندوق الواحد من السردين 400 درهم، مما قد يؤدي إلى تلف البضائع لأن العملاء سيرفضون شراءها بأسعار مضاعفة عما اعتادوا عليه.
على الرغم من أن أسعار السردين ارتفعت بشكل ملحوظ خلال رمضان السنة الماضية، فإن أسعار أنواع أخرى من الأسماك مثل “القمرون”، و”الصول”، و”الميرلان”، قد وصلت أيضاً إلى مستويات قياسية تجعلها بعيدة عن متناول الكثيرين.
يطرح ارتفاع أسعار السردين في أسواق أكادير ومدن مغربية أخرى تساؤلات حول استراتيجية استفادة الأسواق المحلية من الثروات السمكية الوطنية. فعلى الرغم من أن المغرب يُصنّف من بين أكبر مصدري السردين في العالم، بحصة تقدر بنحو 40% من الطلب العالمي على تصديره، و50% من سوق دقيق السمك وزيوته، فإن الكثير من المغاربة يعجزون عن الحصول على طبق من السمك بسبب الأسعار المرتفعة. المغرب، الذي يتمتع بواجهتين بحريتين على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ينتج حوالي 800 ألف طن من السردين سنوياً.
من جهته، يرى مهنيو الصيد البحري أن العامل البشري، من خلال التدخل المفرط في القطاع والضغط المتزايد على المنتجات البحرية، يعد من أبرز التهديدات للثروة السمكية. يشيرون إلى الاستنزاف الكبير الذي دام لسنوات وغياب الرقابة المشددة على مراكب الصيد، خاصة تلك التي تستخدم شباك “الشطابة” التي تصطاد كل ما يصادفها.