في خطوة تعكس جدية غير مسبوقة في معالجة إشكالات النقل الحضري، كشف جمال ديواني، رئيس مجموعة الجماعات الترابية أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية، أن الدورة العادية لشهر ماي التي جرت أطوارها يومه الثلاثاء 28 ماي الجاري تشكل منعرجا حاسما في تاريخ النقل العمومي بالمنطقة، مع إطلاق نموذج جديد يراهن على الجودة، الذكاء، والاستدامة المالية.
وأوضح ديواني في تصريحه لـ “أكادير تيفي” أن المشروع الجديد تم إعداده تحت إشراف وزارة الداخلية وبتنسيق محكم مع ولاية جهة سوس ماسة، حيث تتولى شركة التنمية المحلية “أكادير الكبير للنقل والتنقلات” مهمة التنفيذ.
ويهدف هذا التصور الجديد، بحسب المتحدث، إلى إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، عبر منظومة تنقل حضرية وشبه حضرية متطورة، تعتمد على أدوات تكنولوجية حديثة ونموذج تدبيري متوازن.
وأبرز ديواني أن من أبرز ما سيتم مناقشته والمصادقة عليه خلال هذه الدورة، اقتناء أسطول جديد من الحافلات يصل إلى نحو 270 حافلة بمواصفات مختلفة، إلى جانب مشروع إنشاء مركز صيانة متكامل بجماعة الدراركة، وهيكلة مواقف الحافلات المعروفة محليا بـ”زارِيت بيس”، بالإضافة إلى اعتماد أنظمة إلكترونية للتذاكر وتطبيقات ذكية تقدم معلومات آنية للمسافرين وتدعم عمليات الاستغلال.
وأكد رئيس المجموعة أن هذا الورش الاستثماري الضخم ليس معزولا، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحسين جودة النقل في أكادير، من خلال دفتر تحملات صارم يلزم المشغلين بتقديم خدمة محترفة، مع فسح المجال أمام التنافس الشريف المبني على الجودة وكفاءة الاستغلال.
وقال ديواني في ختام تصريحه إن أكادير الكبير يقف اليوم على عتبة مرحلة مفصلية، موضحا أن “ما نعيشه الآن هو بداية جيل جديد من النقل الحضري، جيل يحترم وقت المواطن وكرامته، ويؤسس لبيئة استثمارية مسؤولة ومستدامة”.
هذا التوجه الجديد يأتي في ظل الاستعداد لإنهاء عقد التدبير المفوض الحالي مع الشركة الإسبانية “ألزا” مع نهاية سنة 2025، ما يعزز من أهمية هذه اللحظة الانتقالية لضمان انتقال سلس وفعال نحو منظومة نقل أكثر عدالة وجودة واستدامة.