في كل سنة، تحتفل المملكة باليوم العالمي لشجرة الأركان، رمز الأصالة البيئية والكنز النباتي الذي لا مثيل له في العالم.يحتفى بالمزارعين، بالتعاونيات، وبالنساء اللواتي يحوّلن “أوزليمن” إلى ذهب سائل.
لكن وسط كل هذا، يظل بطل بيئي صغير مغفلا عن الأضواء: السنجاب أو “أنزيض”، الحارس الصامت لشجرة الأركان.
ربما لا يعرف كثيرون أن هذا الحيوان الصغير يلعب دورا محوريا في انتشار شجرة الأركان بالمجال الطبيعي، خصوصاً في مناطق سوس وإيحاحان.
فـ”أنزيض”، في طقسه الغريزي، يعمد إلى جمع حبات الأركان “أوزليمن”، ويخفيها تحت التراب ليعود إليها لاحقا.لكن بطبعه المتقلب وذاكرته المحدودة، يتيه بعد أسابيع ولا يتذكر مواقع الدفن، فتُترك تلك الحبات في جوف الأرض لتبدأ دورة حياة جديدة، تنبُت وتكبر وتتحول إلى شجرة أركان جديدة.
هذه المفارقة البيئية الرائعة تكشف عن توازن طبيعي خفي، ومساهمة فعالة من كائن لا يُذكر في نشر هذه الشجرة العريقة.
السنجاب، أو كما يُعرف محليا بـ”أكبور”، ارتبط اسمه في بعض المناطق بتعاونيات نسائية تحترف استخراج زيت الأركان، تقديراً لهذا الصديق البيئي الوفي.
ويقال أيضا إن هذا الحيوان يعشق الأركان كما يعشقه “أفكان” – طائر آخر يسهم في نشر بذوره.
الخبراء البيئيون يدعون اليوم إلى تضمين دور السنجاب في حملات التوعية والاحتفال بالأركان، ليس فقط من باب التقدير، بل أيضا للتأكيد على أهمية المحافظة على التوازن البيئي الذي تمثله هذه العلاقات الخفية بين الكائنات والنباتات.
قد يكون صغير الحجم، لكنه كبير الأثر.. فهل آن الأوان ليرتفع اسم “أنزيض” جنبا إلى جنب مع الأركان في كل احتفال ومبادرة ؟