الرئيسية سوس ماسة في دورتها الخامسة.. المملكة المغربية تحتفي بشجرة الأركان كدرع أخضر في وجه التغيرات المناخية

في دورتها الخامسة.. المملكة المغربية تحتفي بشجرة الأركان كدرع أخضر في وجه التغيرات المناخية

كتبه كتب في 8 مايو 2025 - 21:42

يحتفي المغرب يوم 10 ماي 2025 بالدورة الخامسة لليوم العالمي لشجرة الأركان، الحدث البيئي البارز الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2021، ليصبح موعدا سنويا لتسليط الضوء على هذه الشجرة الفريدة التي لا تنمو سوى في الجنوب الغربي للمملكة.

تحت شعار “شجرة الأركان، رافعة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية”، يبرز هذا الموعد العالمي مجددا القيمة الإيكولوجية والاجتماعية والاقتصادية لهذا الموروث الطبيعي الذي صنفته اليونسكو تراثا إنسانيا ومحيطا حيويا فريدا.

الاحتفال الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، يأتي في سياق استراتيجيات وطنية طموحة، على رأسها “الجيل الأخضر 2020-2030” و”غابات المغرب 2030″، واللتين ترميان إلى تعزيز الزراعة المستدامة ومكافحة التصحر، عبر برامج مهيكلة لغرس 10 آلاف هكتار جديدة من الأركان في أقاليم سوس ماسة ومراكش آسفي وكلميم واد نون.

موروث بيئي وسند اقتصادي

في كلمة قوية بالمناسبة، وصفت لطيفة يعقوبي، المديرة العامة للوكالة، شجرة الأركان بأنها “حصن حي في مواجهة التقلبات المناخية”، مؤكدة أن حماية هذا النظام البيئي الفريد لا تساهم فقط في الحفاظ على التنوع البيولوجي، بل تدعم أيضا سبل العيش للمجتمعات المحلية، وخاصة النساء القرويات اللواتي يشكلن العمود الفقري لهذا التراث.

ويتوزع البرنامج السنوي للاحتفالية بين أنشطة علمية وثقافية وتربوية ورياضية، تعكس تنوع الأدوار التي تضطلع بها شجرة الأركان في منظومة التنمية المستدامة.

العلم في خدمة المناخ

يحتضن الفضاء المتعدد الوظائف بمجمع زفير بأكادير يوما علميا لعرض آخر نتائج البحث حول سبل تحسين غرس الأركان وتقنيات عزل الكربون ومراقبة التنوع البيولوجي، فيما تحتضن الكلية متعددة التخصصات بتارودانت يوما علميا آخر في 12 ماي حول العلاقة بين الأركان والتنمية المستدامة، بحضور باحثين ومهنيين وممثلين عن المؤسسات والساكنة المحلية.

البيئة في قلب المجتمع

الاحتفال لا يقتصر على المختبرات والمؤسسات، بل يمتد إلى المدارس والمجتمع المدني.

فقد تمت برمجة مسابقات فنية وورشات توعوية في المدارس، إلى جانب حملات تشجير بمشاركة التلاميذ والجمعيات، تأكيدا على أهمية إشراك الأجيال الجديدة في حماية الإرث البيئي.

وفي لمسة فنية ذات نكهة محلية، ينظم مهرجان سوس لفنون الطبخ بفندق ألموكار بأكادير من 8 إلى 12 ماي، حيث يلتقي طهاة دوليون لإعادة ابتكار وصفات تقليدية تعتمد على زيت الأركان، احتفاء بتراث المنطقة الغني.

كما سيكون محبو الرياضة على موعد مع نصف ماراثون الأركان في 25 ماي، الذي يربط بين الرياضة والوعي البيئي في أجواء احتفالية بشوارع مدينة أكادير.

تمكين نسائي وانخراط مهني

وتولي هذه الدورة اهتماما خاصا بالمرأة القروية، حيث تنظم الوكالة سلسلة من الورشات التكوينية طيلة شهر ماي، حول ريادة الأعمال، وتدبير الموارد الطبيعية، والتكيف مع التغيرات المناخية، لفائدة نساء التعاونيات وجمعيات ذوي الحقوق.

وفي الجانب المهني، يسجل الفاعلون في سلسلة إنتاج الأركان، من خلال الفيدرالية البيمهنية FIFARGANE، حضورهم القوي في هذه التعبئة، في سبيل تعزيز حكامة القطاع وإشعاعه محليا ودوليا.

رؤية مغربية للمستقبل

المغرب، من خلال هذه المقاربة التشاركية متعددة الأبعاد، يبرهن مرة أخرى على رؤيته الاستباقية في مجال التنمية المستدامة، حيث تمتد محمية المحيط الحيوي لشجرة الأركان على أزيد من 830 ألف هكتار، وتظل محورا أساسيا في السياسات العمومية الرامية لتحقيق الأمن الغذائي، وحماية البيئة، والعدالة الاجتماعية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *