شدد لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على أن حزبه يرفض الانخراط في حملات التيئيس والتبخيس، ويؤمن بخطاب الأمل والعمل الميداني، مؤكدًا أن الحكومة الحالية تُجسد فعليًا مشروع الدولة الاجتماعية الذي دعا إليه الملك محمد السادس.
وفي كلمة ألقاها خلال لقاء حزبي بمدينة الداخلة، ضمن مبادرة “مسار الإنجازات”، قال السعدي إن حكومة عزيز أخنوش لم تدخل في دوامة السب أو الهجوم الشخصي، بل ركزت على العمل وتحقيق نتائج ملموسة لفائدة المواطن.
وأضاف: “هذه الحكومة لم تكتف بالشعارات، بل غيّرت الصورة النمطية للعمل السياسي وربطت الالتزامات بالإنجازات الواقعية”.
وأشار السعدي إلى أن المسار الحكومي الحالي يعكس تحولاً عميقًا في التعامل مع القضايا الاجتماعية، إذ تم اعتماد مقاربة شاملة ترافق المواطن المغربي في مختلف مراحل حياته.
وأوضح أن المولود الجديد يستفيد من منحة الولادة، والأسرة تتلقى دعماً اجتماعياً، والأبناء يلتحقون بمدارس الريادة، ويحصلون على كتب مدرسية مجانية، فيما يستفيد الشباب من برامج مثل “جواز الشباب” وفضاءات الترفيه، ويحصل كبار السن على معاش الشيخوخة.
وكشف أن أكثر من أربعة ملايين أسرة تستفيد من الدعم الاجتماعي المباشر، إلى جانب برنامج “أمو تضامن”، مشيرًا إلى أن التعليم الأولي المجاني أصبح يشمل حوالي 80% من الأطفال، واصفًا ذلك بأنه “ثورة اجتماعية تُنجز بهدوء ولكن بعمق”.
وانتقد السعدي بشدة بعض الخطابات التي تحاول بث الإحباط والتقليل من قيمة ما تحقق، قائلاً: “هناك من يحاول زرع اليأس في نفوس المغاربة، لكننا نُؤمن بأن العمل الجاد هو الرد الحقيقي، ولن تؤثر فينا حملات التشويش”.
وأكد المتحدث أن حزب التجمع الوطني للأحرار ظل وفيًا لأخلاقيات الخطاب السياسي، قائلاً: “لم نسب أحدًا، لا المغاربة، ولا من يختلف معنا، ولا الصحافيين، ولا أي دولة صديقة. نحن نمارس السياسة بوعي ومسؤولية، وهذا نهج تعلمناه داخل الحزب”.
وفي سياق حديثه عن احترام الخصوم السياسيين، كشف السعدي عن موقف سابق من أحد الشخصيات السياسية، في إشارة إلى عبد الإله بنكيران، قائلاً: “حين طالب البعض بإبعاده، رد الرئيس أخنوش قائلاً: اتركوه، فهو مؤشر على الفشل. وهذا درس في التواضع والانضباط”.
وختم السعدي بدعوة الفاعلين السياسيين إلى التمسك بخطاب الأمل والعمل المشترك، قائلاً: “نريد مغربًا قويًا، متضامنًا، تسوده العدالة الاجتماعية. لا مكان فيه لخطاب الكراهية أو التيئيس. هذه حكومة احترمت توجيهات الملك، وكرامة وذكاء الشعب المغربي”.