احتضن السجن المحلي أيت ملول 1 يومي 25 و26 مارس الجاري فعاليات الدورة الرابعة عشرة من برنامج “الجامعة في السجون”، الذي نُظم تحت شعار “الفاعلون الجهويون ومواكبة المؤسسة السجنية بسوس ماسة”.
يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي للنزلاء من خلال توفير بيئة تعليمية وأكاديمية تساعدهم على تنمية مهاراتهم واستعدادهم لحياة جديدة بعد الإفراج عنهم. كما يسعى إلى تحقيق العدالة المجالية في التأهيل وإعادة الإدماج عبر تقديم تكوينات مهنية تتيح لهم فرصًا أفضل للاندماج في سوق الشغل، في إطار شراكات تجمع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بمختلف مؤسسات الدولة.
برنامج تأهيلي لتعزيز فرص الاندماج بعد الإفراج
في كلمته خلال الفعالية، أكد مدير السجن المحلي أيت ملول 1، حسن اعناية، على أهمية هذا البرنامج التربوي الذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرًا إلى أنه يُجسد مقاربة تأهيلية تهدف إلى تحسين ظروف إعادة إدماج النزلاء، مما يساعدهم على العودة إلى المجتمع بطريقة إيجابية بعد قضاء محكوميتهم.
أنشطة فنية وأكاديمية لتنمية المهارات
عرفت هذه الدورة، التي حضرها عامل عمالة إنزكان أيت ملول، إسماعيل أبو الحقوق، تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية، حيث قدم النزلاء لوحات تشكيلية وأعمالًا فنية أظهرت إبداعاتهم وقدراتهم التعبيرية. ويُبرز هذا الجانب الفني الدور المهم الذي تلعبه الفنون في تعزيز التوازن النفسي والاجتماعي للنزلاء، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم الإبداعية التي قد تفتح لهم آفاقًا جديدة بعد الإفراج عنهم.
محاضرات وجلسات أكاديمية لتعزيز الوعي والتأهيل
تضمنت فعاليات البرنامج جلسات أكاديمية وتكوينية أشرف عليها خبراء وأساتذة جامعيون، وناقشت مواضيع تتعلق بتنسيق الجهود بين الفاعلين الجهويين وتعزيز الشراكات بين الدولة والمؤسسات السجنية، بهدف تحسين الأوضاع داخل السجون. كما تم تقديم محاضرات وعروض توعوية وتحسيسية حول قضايا صحية وعلمية ونفسية، بهدف رفع مستوى الوعي لدى النزلاء وتحفيزهم على تبني أسلوب حياة إيجابي، سواء داخل المؤسسة السجنية أو بعد الإفراج عنهم.
تكريم النزلاء المشاركين ومنحهم شهادات تقديرية
وفي ختام الفعاليات، تم توزيع شهادات المشاركة على النزلاء المستفيدين من البرنامج، تقديرًا لجهودهم في تنمية مهاراتهم واستثمار الفرص المتاحة لهم داخل المؤسسة السجنية، مما يعكس نجاح المبادرة في تحقيق أهدافها المتمثلة في التأهيل وإعادة الإدماج.