
فيي لحظة من الحزن العميق، ودع أبناء الرايس لحسن بلمودن والدهم الذي غادر الحياة، تاركاً وراءه إرثاً فنياً غنياً وبصمة لا تُمحى في عالم الفن الأمازيغي.
وفي تصريحات مؤثرة لموقع وقناة “أكادير تيفي”، عبر نجلا الفنان الراحل لحسن بلمودن عن حزنهما العميق بعد وفاته، مشيرين إلى أن فقدان والدهم هو فقدان لفنان حقيقي لا يعوض، وأيقونة في عالم الفن الأمازيغي. وقالا إن الشعب المغربي بأسره فقد أحد أبرز وجوهه الفنية.
وأكد نجلا لحسن بلمودن أن والدهم لم يكن يعاني من مرض مزمن وكان يواصل عمله بشكل طبيعي حتى لحظة عودته من مدينة الدار البيضاء. لكن بعد وصوله، تعرض لأزمة صحية مفاجئة، ليودع الحياة في إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء يوم الإثنين الماضي.
وأضافا أن “سمعة والدنا كإنسان، وأب، وكفنان كانت تسبقه في كل مكان”، مؤكدين أن الجميع من محبيه ومعارفه يعرفون طيبة قلبه وإبداعه الكبير، سواء كان الصغير أو الكبير.
وعُرف الراحل بتفانيه وإبداعه في آلة الرباب، التي رافق بها كبار فناني “تيرويسا” الأمازيغي، وترك أثراً كبيراً في قلوب محبيه وجماهيره.
لحسن بلمودن، الذي وُلد عام 1954 في قبيلة آيت طالب بإمنتاگن (إقليم تارودانت)، تميز بحبه للفن منذ طفولته، حيث بدأ تعلم العزف على الرباب والعواد في سن مبكرة.
ومع مرور الزمن، أصبح أحد أبرز الوجوه الفنية التي ساهمت في نشر وتطوير الفن الأمازيغي، خصوصاً في منطقة سوس والحوز.
ورافق العديد من كبار الفنانيين مثل الرايس الحاج عمر واهروش، الرايس محمد أويحيي، والرايس جيلالي، وحقق شهرة كبيرة على مستوى المغرب وخارجه.
رحل الحسن بلمودن، لكن أعماله الموسيقية وصوته المميز سيبقى حياً في قلوب عشاقه، ويُعتبر اليوم أحد الرموز الكبيرة في تاريخ الفن الأمازيغي.
رغم الألم الذي يشعر به أبناؤه وأحباؤه، فإنهم يجدون العزاء في إرثه الفني الذي سيظل يتردد في الأجيال القادمة.