حل رئيس البرلمان الجزائري، مساء يوم أمس الثلاثاء 3 دجنبر، بدولة بنما في زيارة رسمية للمشاركة في الدورة العادية الـ38 لبرلمان عموم أمريكا اللاتينية والكاريبي “البرلاتينو”، ولم يجد في استقباله أحد سوى سفير بلاده في بنما لكن مرتديا جيلي العمال في المطار.
تأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من إعلان بنما تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية”، التي تدعمها الجزائر، في خطوة أثارت جدلا إقليميا ودوليا.
ووفقا لتقارير إعلامية، يهدف الوفد الجزائري، الذي يترأسه رئيس المجلس الشعبي الوطني، إلى الضغط على بنما لمراجعة قرارها الأخير، الذي يعتبر انتصارا دبلوماسيا جديدا للمغرب في قضية وحدته الترابية.
إلا أن الرحلة، التي وصفها مراقبون بأنها محاولة “إنقاذ ماء الوجه”، بدأت بصفعة دبلوماسية، حيث لم يُستقبل رئيس البرلمان الجزائري من أي مسؤول حكومي بنمي، بل وجد في استقباله سفير الجزائر لدى نيكاراغوا فقط، ما اعتُبر رسالة ضمنية من بنما على موقفها الثابت من الملف الصحراوي.
المجلس الشعبي الوطني الجزائري أشار في بيان رسمي إلى أن الزيارة تأتي في سياق احتفالية الذكرى الـ60 لتأسيس برلمان عموم أمريكا اللاتينية والكاريبي، التي تنعقد في العاصمة بنما سيتي خلال الفترة من 3 إلى 5 دجنبر.
واعتبر المجلس أن هذه المشاركة تمثل فرصة لتعزيز التعاون البرلماني مع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، خاصة بعد حصول الجزائر على صفة العضو الملاحظ في البرلاتينو.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الأهداف الحقيقية للزيارة تتمثل في محاولات الجزائر للتشويش على قرار بنما الأخير الداعم لمغربية الصحراء، في ظل المساعي المستمرة لنظام الجزائر للضغط على الدول الداعمة للمغرب في ملف الصحراء.