كشف أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن حقيقة تصريحاته المثيرة للجدل التي أدلى بها مؤخرا حول مسألة العلمانية في المغرب.
التوضيح جاء خلال اجتماع لجنة الخارجية بمجلس المستشارين، حيث أوضح التوفيق أن ما حدث بينه وبين وزير الداخلية الفرنسي، الذي كان ضمن وفد الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارته الأخيرة للمغرب، كان محط فهم مختلف.
وقال التوفيق إن الحوار مع الوزير الفرنسي كان متعلقا بعدد من القضايا الدينية والتشريعية في المغرب، حيث طلب الأخير معرفة “الوصفة” التي يعتمدها المغرب في التعامل مع المساجد والخطب الدينية.
وأشار التوفيق إلى أنه أخبر الوزير الفرنسي قائلاً: “عندنا لي عندكم، وما عندكمش لي عندنا”، مؤكدا أن الأمور التي تتعلق بالدين في المغرب هي شؤون خاصة بالأمة المغربية.
وأضاف التوفيق أن “نلتقي معكم في العقل”، موضحا أن النقاشات في البرلمان المغربي تعتمد على التفكير العقلاني في قضايا البلاد، في حين أن الأمور المتعلقة بالدين تظل شأنا خاصا بكل أمة، مشددا على التوازن بين العقل والنقل كقضية قديمة في الفكر الإسلامي.
وذكر التوفيق أن الفيلسوف ابن رشد قد تناول هذا التوازن بين الشريعة والحكمة في أعماله الفلسفية، مما يعكس العلاقة المتناغمة بين العقل والدين في الإسلام.وتحدث التوفيق عن العلمانية في العصر الحالي، حيث أكد أنها لم تعد محايدة كما كانت في السابق، بل أصبح البعض يرفض إدخال الدين في شؤون الدولة بشكل مطلق. وأوضح أن بعض العلمانيين تحولوا إلى نوع من “الأصولية”، حيث لا يقتصر رفضهم على الدين داخل الدولة، بل يعارضون الدين بشكل عام.وختم التوفيق حديثه بالتأكيد على أن الحوار مع الوزير الفرنسي كان عميقاً، وأن التصريحات التي أُطلقت في الجلسة لم يتم شرحها بشكل كافٍ، لكنه أكد أن ما قيل كان كافياً لإيضاح الكثير من الأمور.