كشفت دراسة علمية حديثة عن تهديد وجودي يواجه الأنهار الجليدية حول العالم، حيث أشارت إلى أن أكثر من نصف هذه الأنهار قد يختفي بحلول نهاية القرن الحالي نتيجة لتغير المناخ.
وقد أجريت هذه الدراسة من قبل فريق بحثي مشترك بين المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ وجامعة بروكسل الحرة في بلجيكا، حيث استخدم الباحثون نماذج حاسوبية متطورة لتحليل تأثير تغير المناخ على أكثر من 200 ألف نهر جليدي حول العالم.
وحسب نتائج الدراسة، فإن السيناريو الأكثر تفاؤلاً، والذي يفترض انخفاضاً كبيراً في انبعاثات الغازات الدفيئة، يشير إلى فقدان الأنهار الجليدية ما بين 25% إلى 29% من كتلتها بحلول عام 2100. أما السيناريو الأكثر تشاؤماً، والذي يفترض استمرار الانبعاثات بمعدلاتها الحالية، فيؤكد أن الأنهار الجليدية ستفقد ما يصل إلى 54% من كتلتها خلال نفس الفترة.
وستكون جبال الألب الأوروبية من أكثر المناطق تضرراً، حيث من المتوقع أن تفقد أكثر من 75% من كتلتها الجليدية، في حين ستكون المناطق القطبية مثل أيسلندا والقطب الشمالي الكندي أقل تأثراً نسبياً، ولكنها ستشهد هي الأخرى خسائر كبيرة في كتلتها الجليدية.
ويحذر الباحثون من أن ذوبان الأنهار الجليدية سيؤدي إلى عواقب وخيمة على البيئة والمجتمعات البشرية، حيث سيتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر، وتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وزيادة في تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف. كما سيشكل هذا الذوبان تهديداً مباشراً على مصادر المياه العذبة التي تعتمد عليها ملايين الأشخاص حول العالم.
ويؤكد الخبراء أن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتقليل الانبعاثات الغازية هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على الأنهار الجليدية وتجنب العواقب الوخيمة لتغير المناخ.
