أكد السفير والممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن الاقتراح الجزائري لتقسيم الصحراء المغربية يعد مجرد ذريعة للتملص من الإخفاقات الدبلوماسية التي تواجهها الجزائر.
وجاء ذلك خلال لقاء صحفي عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار المتعلق بالصحراء المغربية، حيث تم تناول المقترح الجزائري الذي عرضه المبعوث الشخصي، ستافان دي ميستورا، أمام أعضاء المجلس.
استعرض السفير هلال عدة محاور لفهم موقف المغرب بشكل أفضل، بهدف إنهاء النقاش حول الاقتراح الجزائري الفاشل.
وأوضح أن فكرة التقسيم لم تُطرح من قبل أي من المبعوثين الشخصيين، سواء جيمس بيكر أو ستافان دي ميستورا، وإنما كانت مجرد اقتراحات من الجزائر، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة تم تقديمها لأول مرة من قبل الرئيس الجزائري الأسبق، عبد العزيز بوتفليقة، في عام 2001.
كما ذكر هلال أن الممثل السابق للجزائر في نيويورك، عبد الله بعلي، أكد هذا الاقتراح في رسالة لرئيس مجلس الأمن عام 2002، وأنه بعد 22 عامًا، تم تقديمه مجددًا لدي ميستورا خلال زيارته الأخيرة للجزائر في العام الحالي.
وفي سياق التحليل، عزا هلال تقديم الاقتراح الجزائري في عامي 2001 و2024 إلى السياق الإقليمي والدولي المتغير فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، موضحًا أن الجزائر تلجأ إلى هذا الاقتراح عندما تواجه ضغوطًا دبلوماسية، محاولة التهرب من الضغوط الدولية بوصفها طرفًا رئيسيًا في النزاع.
كما أشار هلال إلى أن الاقتراح جاء في وقت سابق بعد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في 2000، الذي أشار إلى عدم قابلية خطة التسوية للتطبيق ورفض خيار الاستفتاء الذي تتمسك به الجزائر.
وقد حاولت الجزائر من خلال هذه المناورة تقليل الأثر السلبي الناتج عن رفضها لخطة بيكر.
وفي 2024، وجد الجزائر نفسها مرة أخرى في موقف دفاعي إثر سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية، حيث واجهت ضغوطات من قرارات مجلس الأمن التي دعتها إلى المشاركة في اجتماعات موائد مستديرة، بالإضافة إلى التأثير الدبلوماسي للاعتراف بمغربية الصحراء من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، والدعم الدولي الكبير لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
كما رد السفير هلال على الاقتراح الجزائري، مستشهدًا بتصريحات وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الذي أكد أن “سيادة المغرب على صحرائه ووحدته الترابية لم تكن يومًا على طاولة المفاوضات”.
وأكد أن عودة الصحراء إلى الوطن الأم هي مسألة لا تقبل الجدل، داعيًا الجزائر والمبعوث الشخصي إلى تذكر قسم الوفاء الذي أُدى من قبل المغاربة خلال المسيرة الخضراء.
في ختام حديثه، ذكر هلال بالتضحيات التي قدمتها القوات المسلحة الملكية للدفاع عن الصحراء المغربية، مؤكدًا رفض المغرب لأي تقسيم أو تنازل عن جزء من أراضيه، مهما كان ضئيلاً.