الرئيسية قصة مواطن مومو ألحوس: من بقال صغير في سوس إلى امتلاك أفخم فندق في قلب باريس

مومو ألحوس: من بقال صغير في سوس إلى امتلاك أفخم فندق في قلب باريس

كتبه كتب في 7 يونيو 2024 - 15:29

في تاريخ المغرب، تبرز شخصيات عدة استطاعت تحويل الصعاب إلى نجاحات. من بين هؤلاء، يبرز “مومو ألحوس”، الرجل السوسي الذي بدأت رحلته من قرية صغيرة في سوس ليصل إلى قمة النجاح في العاصمة الفرنسية باريس.

البداية في سوس العالمة

ولد مومو ألحوس في عام 1913 بنواحي تغمي بسوس في ظروف بسيطة وصعبة، ترعرع مومو في مجتمع تقليدي، مستمدا قوته من تراثه الأمازيغي وعائلته المكافحة، وبمرور الوقت، أدرك مومو أن عليه السعي وراء فرص أكبر لتحسين ظروفه وظروف عائلته.

الهجرة إلى فرنسا

في عام 1935، اتخذ مومو قرارا جريئا بالهجرة إلى فرنسا. بدأ هناك بمحل بقالة صغير، مستوردا الشاي والأثواب من الهند والصين، بالإضافة إلى توفير مستلزمات الجالية السوسية مثل العطور والقرنفل والكؤوس وصينية الشاي. كانت هذه التجارة خطوة أولى على طريق النجاح، حيث استطاع مومو تكوين شبكة عملاء واسعة، وخاصة بين الصينيين.

استثمارات متنوعة

نجاحات مومو في فرنسا لم تثنه عن الإستثمار في وطنه الأم، المغرب. في تزنيت وأكادير والدار البيضاء، أنشأ مومو مشاريع متعددة، أبرزها “فندق كردوس” الذي استوحى تصميمه من القلاع الأمازيغية القديمة، ليكون واحدا من المعالم البارزة في الأطلس الصغير.

التحدي في باريس

وحكي ان حادثة احتقار تعرض لها مومو اولحوس في فندق معروف “روايال” بباريس كانت نقطة تحول في حياته، حين رفضت موظفة الفندق البولونية تقديم القهوة له بسبب مظهره ولباسه التقليدي السوسي، قرر مومو أن يرد على هذا التمييز بطريقته الخاصة، وقام بشراء الفندق، محولا الموقف السلبي إلى إنجاز كبير يثبت مكانته ويكسر حواجز التمييز.

شغف السينما

لم تكن التجارة والاستثمار العقاري نهاية طموحات مومو ألحوس. عاد إلى أكادير وافتتح دكاكين تجارية في الأحياء الهامشية، ثم اتجه نحو عالم السينما، أنشأ قاعة “سينما الصحراء”، التي أصبحت من أبرز معالم حي تالبورجت بأكادير قبل المسيرة الخضراء في عام 1975.

شركة “وردة فيزيون”لم يتوقف مومو عند بناء القاعات السينمائية، بل أسس شركة “وردة فيزيون”، الرائدة في إنتاج أشرطة الفيديو وتوثيق إنتاجات الروايس وفرق أحواش وغيرها. كما كانت الشركة من أوائل من أنتج الأفلام السينمائية باللغة الأمازيغية، مساهمة في حفظ التراث الثقافي المغربي.

درس التحدي و النجاح

مومو ألحوس هو مثال حي على قوة الإرادة والعزيمة. من بداية متواضعة في سوس إلى قمة النجاح في باريس، تمكن من تحويل التحديات إلى إنجازات، مضيفًا فصولا جديدة إلى تاريخ الشخصيات العصامية التي ألهمت الأجيال. قصة مومو ألحوس تظل درسا في المثابرة والتحدي لكل من يطمح إلى النجاح.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *