ما زالت تداعيات موضوع “عودة الرعاة الرحل” إلى بعض الأقاليم في جهة سوس ماسة تثير غضب ساكنة الجهة والفعاليات الجمعوية المحلية، خاصة بعد “استمرار حوادث اعتداءات ورعي جائر يطال مزروعات الساكنة المحلية” في دواوير تابعة لإقليمي تيزنيت واشتوكة آيت باها.
وجددت “شبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي للأركان” (RARBA) تأكيدها، في بيان أصدرته في نهاية هذا الأسبوع، “التزامها بالحفاظ على الموارد الطبيعية في منطقة الأركان، من خلال اتباع استراتيجية مدروسة للحفاظ على ثروتنا الوطنية الممثلة في شجر الأركان، الذي يعتبر إرثًا إنسانيًا عالميًا”، داعية إلى “العمل السريع على وضع المخطط الجهوي للمراعي وتنفيذ قوانين الرعي والترحال رقم 13/113”.
وحملت “منسقية تيزنيت” للشبكة نفسها “دعوة لجميع الفاعلين المحليين (المجتمع المدني، المنتخبون…) للتضامن من أجل مواصلة مكافحة الرعي الجائر وتدمير غابة الأركان”.
واستنكرت الشبكة “بشدة” الاعتداءات التي تعرض لها سكان بعض الدواوير من “رُعاة الرحل”، مشيرة إلى “تساهل السلطات مع ظاهرة تنقل الرعاة الرحل دون احترام القانون 13.113 (خصوصاً تراخيص التنقل)”.
ودعت الشبكة اللجان الإقليمية والجهوية للمراعي إلى “اتخاذ تدابير عاجلة لحماية السكان والتنوع البيولوجي بجماعة أربعاء آيت أحمد، خاصة الرعي في المنطقة المركزية لمحمية المحيط الحيوي، التي تحتوي على نبات مستوطن (أجكال DRAGONIER)، وتشكل إرثاً بيولوجياً ذا أهمية بيئية وعلمية”.
وأشارت الشبكة إلى أن “محميات المحيط الحيوي تهدف إلى تحقيق التوازن بين حماية التنوع الطبيعي والثقافي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من أجل رفاهية السكان المحليين في إطار من التدبير المستدام والعقلاني للموارد الطبيعية”. وأكدت استمرارها “في تقديم الدعم والمساندة للمبادرات التي تسعى لحماية المناطق البيئية والتصدي لظواهر التدهور البيئي”.
هذه التفاعلات جاءت بعد مطالبة النائبة عن الاتحاد الاشتراكي، نزهة أباكريم، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة باتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذه الاعتداءات على المناطق الزراعية والبيئية في جهة سوس ماسة.
