في تجربة مبتكرة، قررت مجموعة من الأشخاص والفاعلين المدنيين في دواري تاغيت واجرغني التابعين لبلدية المرس بإقليم بولمان، تغيير طريقة تقديم العزاء للمتوفين.
و يقضي هذا القرار بأن يمتنع المعزون عن أكل الطعام خلال فترة العزاء، وأن يتم إلغاء هذه العادة في مراسم العزاء، سواء كانوا رجالا أم نساء.
جرى مناقشة هذا القرار في اجتماع مشترك، عقد في مركز المرس، شارك فيه ممثلون من سكان المرس ودواري تاغيت واجرغني، وكان هدف هذا الاجتماع دراسة كيفية تقديم التعازي والعادات المتعلقة بها.
اتفق الاجتماع على قرار بأن يمتنع المعزون عن أكل الطعام خلال فترة العزاء، وأن يتم إلغاء هذه العادة في مراسم العزاء، سواء كانوا رجالا أم نساء. وجاء هذا القرار احتراما لحقوق الفقيد وعائلته.
حدد الاجتماع أيضا أن يتم تقديم التعازي خلال مراسم الدفن نفسه، دون الذهاب إلى منزل الفقيد، إلا إذا كان هناك ضرورة ملحة مع مراعاة النقطة التي سبقه (الامتناع عن أكل الطعام خلال فترة العزاء). ويجب أن يتم تقديم التعازي في منزل الفقيد، دون زيارة بيوت أقاربه وأهله.
حدد الاجتماع أيضا أن ليلة الثالث بعد الوفاة ستكون لأهل الفقيد وعائلته فقط، ولن يكون هناك دعوة للناس.
طالب سكان المرس في هذا الاجتماع بالالتزام بهذه الشروط والبنود كإظهار لإرادة السكان في هذه المسألة. وذكروا بأن عدم التزام قد يؤدي إلى عواقب اجتماعية سلبية من جانب المجتمع.
أشار الاجتماع إلى أن هذه التجربة تستهدف تحديث الثقافة المجتمعية في بولمان وضبط عاداتها، وأنها تستهدف أيضا تحسين التلاحم والروابط بين أفراد الإقليم في المواسات والأفراح، وذلك باتباع توجيهات الله وسيرة نبيه.
أش من توجيهات الله وسيرة نبيه ؟ أليس هذا الكرم الموروث أفضل من تقديم العزاء عبر هذا الفضاء الأزرق الفايسبوك ؟!
السنة أن يصنع لأهل الميت طعام من أقاربهم، وجيرانهم، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال لأهله لما جاء نبأ نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم ـ رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه نجاتهم وسلامة دينهم ودنياهم، إنه سميع قريب..