أسدل الستار قبل أيام على النسخة الأولى من “بيلماون، الكرنفال الدولي لأكادير”، وبدأ مع ذلك التساؤل حول درجة نجاح هذه التظاهرة التي يريد لها المنظمون أن تكون بصمة جديدة لتسويق المدينة والجهة ثقافيا على المستوى العالمي.
وشهدت هذه التظاهرة الثقافية، التي احتضنتها مدينة الانبعاث في الفترة الممتدة ما بين 20 و 23 يوليوز 2023، سهرات فنية، وندوات علمية، ومعرضا للقناع من خلال قرية الكرنفال، لكن ما ميز هذا النشاط هو الكرنفال الذي شاركت فيه فرق من مختلف مناطق جهة سوس ماسة وحتى من خارجها.
وبحسب المنظمين فإن “بيلماون، الكرنفال الدولي لأكادير” يسعى إلى المحافظة على التراث اللامادي لجهة سوس ماسة و تثمينه لجعله رافعة تنموية للتسويق لمدينة أكادير كعاصمة عالمية للثقافة الأمازيغية.
ولتقييم هذ النسخة الأولى والكشف عن مدى نجاحها، عقدت إدارة الكرنفال الدولي ندوة صحفية مساء الخميس 3 يوليو الجاري، بالقصر البلدي لأكادير، حيث تم الكشفت عن أرقام حول التظاهرة التي وصفتها بأنها حققت نجاحا باهرا على جميع المستويات.
قرية المهرجان تستقطب أزيد من 32 ألف زائر
قالت إدارة “بيلماون، الكرنفال الدولي لأكادير”،إن حديقة ابن زيدون احتضنت قرية الكرنفال، التي شملت مجموعة من الورشات الفنية المتعلقة بالصناعة اليدوية لبيلماون و الأقنعة والأزياء التنكرية ، علاوة على معرض لصور تؤرخ لاحتفالات بيلماون، تخللتها فقرات فنية من إحياء الفرق التراثية المحلية. واستقطبت القرية أزيد من 32 ألف زائر طيلة أيام التظاهرة.
ندوة علمية بمشاركة مغاربة وأجانب
شهدت هذه التظاهرة تنظيم ندوة علمية دولية احتضنتها سينما الصحراء بحي تلبرجت أطرها أكاديميون مغاربة وباحثون من ألمانيا، فرنسا، وجزر الكناري، ناقشت الممارسات الثقافية لبيلماون والجاذبية المجالية، عرفت حضور أزيد من 200 مهتم بحسب ما أكده المنظمون.
85 ألف متفرج تابعوا لوحات الكرنفال
أكد إدارة التظاهرة أن الكرنفال الذي جال شارع محمد الخامس بمدينة أكادير، انطلاق من المربد تحت أرضي الانبعاث إلى المخيم الدولي، استقطب أزيد من 85 ألف متفرج، تابعوا لوحات فنية إبداعية متنوعة تؤرخ لتراث بيلماون.
وبحسب المصدر ذاته فقد عرف الكرنفال مشاركة 1500 مشارك يمثلون 31 كرنفال من كل من أكادير،اورير، الدشيرة، إنزكان، ايت ملول ،التمسية، القليعة، إمينتانوت ،امزميز، تيزنيت ، بيوكرى و 21 فرقة تراثية من منطقة سوس و الجنوب المغربي بالإضافة إلى تمثيلية جمعية الأفارقة جنوب الصحراء و السياح الأجانب.
سهرات فنية أمتعت أزيد من 200 ألف متفرج.
واختتمت التظاهرة الثقافية بإحياء أمسيتين فنيتين على مدى يومين، بساحة الأمل، بمشاركة ألمع نجوم الفن الأمازيغي بالإضافة إلى فرق موسيقة تراثية محلية، وطنية ذات صيت عالمي، أمتعت جمهورا فاق 200 ألف متفرج.
عبد الرحمان اليزيدي: النجاح كان كان كبيرا بفضل دعم أخنوش
“بيلماون” الكرنفال الدولي لأكادير.. اليزيدي: النجاح كان كبيرا وأخنوش أوفى بالتزاماته بشأن الثقافة الأمازيغية
وقال عبد الرحمان اليزيدي عضو اللجنة المنظمة والمسؤول على التواصل، إن “الكرنفال الدولي لأكادير عرف نجاحا كبيرا بفضل الدعم الذي حظي به لا من طرف المجلس الجماعي لأكادير وكذلك من الرئيس عزيز أخنوش، بجديته في العمل ووفائه بالتزاماته التي عبر عنها في ما يخص الثقافة الامازيغية وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية”.
وأضاف اليزيدي: “النجاح الذي عرفه المهرجان ، هو أولا نجاح جماهيري لأن لديه حاضنة شعبية كبيرة في جهة سوس ماسة، باعتباره نشاط يمارس في المنطقة وعنده معنى الفرح والبهجة والتفاعل عند المواطنين”.
وأكد عضو اللجنة المنظمة: ” ما لاحظناه من خلال أيام التظاهرة يجعلنا نكتشف ونعترف بحقيقة أن المغاربة عموما وسكان سوس يعتزون بالهوية المغربية المتعددة الأبعاد”.
أحمد صابر: حققنا مكاسب كبيرة
أكد أحمد صابر مدير “بيلماون” الكرنفال الدولي لأكادير أن هذه التظاهرة الجديدة حققت نسبة كبيرة من طموحات المنظمين وشجعتهم للتهيئ للدورات القادمة من الآن.
وقال صابر في تصريح لموقع “أكادير تيفي” على هامش الندوة الصحفية الختامية، إن “هذه الدورة حققت مكاسب كبيرة، من بينها تبني المواطنين لهذه التظاهرة الثقافية الفرجوية سواء على مستوى قرية الكرنفال في حديقة ابن زيدون أو في الندوة الدولية، وكذلك على مستوى الاستعراض نفسه”.
وأضاف أن النجاح يكمن كذلك في عدد المواطنين الذين حجوا إلى شارع محمد الخامس لتتبع الاستعراض الكرنفالي علاوة على الذين تابعوا سهرات المهرجان التي أقيمت بساحة الأمل على هامش هذه الدورة.
يذكر أن “بيلماون” الكرنفال الدولي لأكادير تنظمته جماعة أكادير مع مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية وبدعم من مجلس جهة سوس ماسة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل و المجلس الجهوي للسياحة.
