الرئيسية مجتمع “بيلماون” أو “بوجلود”… رموز ودلالات احتفال سوسي بجلود وعصا الأضحية في عيد الأضحى

“بيلماون” أو “بوجلود”… رموز ودلالات احتفال سوسي بجلود وعصا الأضحية في عيد الأضحى

كتبه كتب في 30 يونيو 2023 - 10:13

في ثاني ايام العيد السعيد، تنبض قلوب أهل سوس بالفرح والسرور، وتتزين شوارعهم وأزقتهم بألوان الحياة والابتهاج. فهذا هو يوم بيلماون، التقليد الأمازيغي القديم، الذي يجسد تاريخهم وهويتهم وثقافتهم.

يرتدي الشباب جلود الأضاحي التي ذبحوها تقرباً إلى الله، ويضعون أقنعة وأزياء طريفة، ويخرجون إلى الشارع للاستمتاع بالكرنفال. يطاردون المارة بعصا من أرجل الأضاحي، في لعبة تشبه الحرب، لكنها حرب محبة وبركة. يغنون ويرقصون ويضحكون، في جو من المرح والإثارة

يقمصون دور “بيلماون” أو “بولحلايس”، الذي يعني “صاحب الجلود” أو “صاحب الأقنعة”، وهو شخصية فكاهية وغامضة، تُخفي هويتها خلف قناع من جلد الماعز أو الخروف. يلهو مع الجميع، ويرسم على وجوههم ابتسامات تدوم طول السنة.

إنه كرنفال يُظهر جانبًا من هوية سوس، التي تُحافظ على أصولها وثقافتها، وتُظهر ابداعاتها وإبهاراتها.

إن احتفال “بيلماون” أو “بوجلود” له معانٍ ورموز عديدة، فهو يُعبر عن ارتباط الشعب السوسي بالأرض والطبيعة، وعن احترامه للحياة والمخلوقات. فجلود الأضاحي التي يستخدمونها تُشير إلى قداسة هذه الشعيرة، وإلى شكرهم لله على نعمته. كما تُشير إلى استغلال كل جزء من الأضحية دون هدر أو تبذير. أما عصا الأضحية التي يحملونها فتُرمز إلى قوة الشعب السوسي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *