بحماس و مسؤولية جادة، أخذ مجموعة من الشباب في قرى سوس على عاتقهم إعادة الروح لتمازيرت تزامنا مع بداية موسم الأمطار، و ذلك لغرس قيم التشبت بالأرض في صفوف الساكنة، بخلق مبادرة عملية و فريدة من نوعها ، تحت إسم ” كرز إيدانك “.
مبادرة تعني بالعربية ”إحرث أرضك ” تعد فرصة للعودة إلى الأصل و إعادة التفكير في المستقبل و الكون، و من خلالها تقدم خدمات بيئية ثمينة للنظام الإيكولوجي بشكل عام، و خطوة دفاعية للحفاظ و حماية أراضي الأجداد من بطش بوغابة في سلب الناس الأصليين أراضيهم.
في ذات السياق نشر نشطاء فابسبوكيون صورا على حساباتهم الشخصية و هم يباشرون عملية الحرث يدوياً كل ببلدته، وذلك للحث على ضرورة تجاوز مرحلة إصدار المواقف و ردود الأفعال الى المبادرة بالأفعال والميدان، و تبني أطروحات عملية تحتك بالساكنة.
وأوضح النشطاء أن “مبادرة كرز ايدانك” لها حمولتها النضالية تتجاوز فاعلية الوقفات و النشاط الفايسبوكي، و الدفاع عن الأرض و الهوية، بدءا من حرث الأرض التي يبقى السوسيون في تشبت دائم بها.
و بدوره عبر أحد النشطاء على صفحته الفايسبوكية، أنه بسبب تخلي عدد من الناس عن أراضيهم و إهمالها، هو ما جعل أطماع الناهبين يزداد في الإستيلاء على أراضي سوس العالمة، و مبادرة “إحرث أرضك ” هي خطوة ايجابية للتأكيد على قداسة الأرض بالنسبة للأمازيغ، و السعي على حماية المنطقة من كل التوغلات الإيديولوجية الخبيثة التي تريد المساس ببنية المجتمع الأمازيغي الأصيل و ثقافته المنفتحة.
ويضيف آخر، أن من أهداف المبادرة الفلاحية، القيام بحرث أكبر مساحات أرضية ممكنة لتشجيع السكان على الرجوع لخدمة تمازيرت و تمازيغت، وضمان الحكامة الذاتية للموارد و الحاجيات الغذائية، و سد الباب على كل من سولت له نفسه المساس بممتلكات السكان واعتبارها ملكاً غابوياً.
و إنتشر هاشتاغ بين صفوف الشباب، و في العديد من الصفحات الفايسبوكية، التي أخذت بدورها تمرر رسائل محفزة لساكنة البوادي تحثهم على ضرورة زرع أراضيهم، و دعم ممارسات التعلق بالأرض و تمازيرت في صفوف الشباب و الساكنة المحلية بسوس، خصوصاً لما لهذه المبادرة من نتائج إيجابية، تساهم في الحفاظ على المقومات الإيكولوجية و الثقافية للمنطقة، و تصب في صلب توصيات مؤتمر الأطراف بمراكش بشأن التدابير التي يجب على الحكومات إتخاذها للحد من التغييرات المناخية السلبية.
