كانت منطقة طاطا التابعة لجهة سوس ماسة والبعيدة كل البعد عن المدن الكبيرى آمنة مطمئنة من امكانية وصول فيروس كورونا القاتل إليها، قبل أن يتحول هذا الشعور إلى خوف بعد اكتشاف 3 حالات من عائلة وحيدة في انتظار باقي التحاليل المخبرية التي أجريت للمخالطين للحالات المؤكدة.
يشار إلى عدد المصابين بالفيروس على مستو جهة سوس ماسة، وصل إلى حدود مساء اليوم الجمعة إلى 22 مصابا، بينهم 8 حالات تماثلت للشفاء وأربع وفيات، ومن المرتقب أن ترتفع حصيلة المصابين غدا السبت أيضا بعد نقل ثلاث أفراد من أسرة واحدة بأورير إلى المستشفى عن طريق سيارة فريق متخصص في نقل الحالات التي يشتبه إصابتها.
كيف وصل القاتل المتسلل إلى طاطا ؟
أعلنت وزارة الصحة يوم الأربعاء الماضي عن إصابة شيخ يبلغ من العمر 90 سنة ويتحدر من منطقة طاطا، لتصل أخبار من المنطقة تفيد أن الآب أصيب بالعدوى عن طريق ابنه القادم من مدينة الدار البيضاء قبل أيام، والذي لم تظهر عليه أي عوارض.
التحليلات المخبرية التي أجريت لباقي أفراد عائلة لهذا الشخص كشفت إصابته وسيدة أخرى في انتظار نتائج باقي المخالطين من العائلة ومن الجيران، في وقت تتخوف فيه ساكنة المنطقة أن يتحول المكان إلى بؤرة للفيروس القاتل.
وتبقى التساؤلات المطروحة عن الكيفية والطريقة التي وصل بها الابن من البيضاء إلى مسقط رأسه بطاطا، رغم قرار الداخلية القاضي بتقييد حركة التنقل بين المدن لاحتواء هذا الفيروس ومنع انتشاره بمدن وجماعات أخرى.
مطالب بفتح تحقيق
طالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي النيابة العامة بفتح تحقيق بخصوص طريقة تنقل الشخص الذي حمل الفيروس إلى عائلته ومنطقته، في وقت تُتداول فيه أنباء عن وجود “خطافة” ينقولون الأشخاص عبر طرق غير رئيسية من المدن الكبرى إلى قراهم مقابل مبالغ مالية تزيد عن 1000 درهم للشخص الواحد.
كما طالب هؤلاء السلطات بتشديد المراقبة لمنع “تشتيث العدوى” في كل مناطق المملكة من طرف أشخاص يخرقون قانون حالة الطوارئ الصحية الذي فرضته الدولة لمنع تفشي الفيروس.
مما لا شك فيه أن الدولة تبدل جهدا كبيرا من أجل محاصرة الفيروس بإجراءات غير مسبوقة، كانت ستساهم في توقيف حركة الفيروس في وقت محدد لو طبق المواطنون كل الإجراءات التي تنصح بها وزارة الصحة وتأمر بها وزارة الداخلية.
