الرئيسية رياضة السوسي “العربي بن امبارك”: أول مغربي في ملاعب أوروبا.. وصفه بيلييه بـ”إله الكرة”

السوسي “العربي بن امبارك”: أول مغربي في ملاعب أوروبا.. وصفه بيلييه بـ”إله الكرة”

كتبه كتب في 18 يوليو 2019 - 17:18

يعتبر “العربي بن امبارك” أول من حمل لقب “الجوهرة السوداء” قبل البرازيلي “بيلييه”، و هو كذلك أول اللاعبين المغاربة الذين وطأت أقدامهم ملاعب كرة القدم الأوروبية؛ حيث صال بها و جال و أمتع خلال الفترة ما بين 1938 و 1956 في أندية مرموقة: أولمبيك مارسيليا و استاد باريس و أتليتيكو مدريد، و ذلك بعد مسيرة استهلها و قضاها في ناديي مدينة الدار البيضاء: ايديال كازابلانكا و الاتحاد الرياضي المغربي، بين 1930 و 1938.

ترعرع “العربي بن امبارك” الذي ولد سنة 1914 بمدينة الدار البيضاء، وهو من أسرة تتحدر من عمق جبال سوس وبالضبط منطقة طاطا التي تفتخر به أشد الافتخار، حيث أطلقت الجماعة الترابية لمدينة طاطا مؤخرا إسم إبنها البار على أحد الشوارع بالمنطقة.

نشأ يتيما وتعهدت جدته بتربيته، ونتيجة للوضع الاقتصادي المتواضع للأسرة، اضطر بن مبارك للعمل في بعض الأعمال البسيطة مثل النجارة.

ودفعه عشقه لكرة القدم وصعوبة الوضع الاقتصادي إلى مغادرة المدرسة مبكرا قبل اتمام المرحلة الابتدائية، كما كان يلعب الملاكمة أيضا إلى جانب كرة القدم.

كون بن مبارك فريقا بالحي الذي يقطن به وذاع صيته ليصل إلى المنقبين عن المواهب في المغرب لينضم بعد ذلك إلى نادي “اليسام” المغربي.

وفي عام 1938، التحق بن مبارك بنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي ليصبح بذلك أول لاعب عربي يحترف في أوروبا.

قاد بن مبارك نادي مارسيليا لاحتلال المركز الثاني في الدوري الفرنسي الممتاز وأنهى الموسم كهداف للفريق بـ 12 هدفا، لكن مسيرته توقفت بعد موسم واحد فقط بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939.

عاد بن مبارك إلى المغرب بعد اندلاع الحرب وقضى ستة مواسم مع نادي الاتحاد الرياضي. وبعد نهاية الحرب، استأنف النجم المغربي مسيرته في فرنسا لكن هذه المرة مع نادي ستاد فرانس الباريسي وتألق بشكل لافت وأحرز 50 هدفا خلال 90 مباراة وأطلق عليه جمهور النادي لقب “الجوهرة السوداء”.

أصبح بن مبارك محط أنظار الأندية الأوروبية الكبرى، وبالفعل انتقل إلى نادي أتليتكو مدريد الإسباني عام 1948 مقابل 17 مليون فرنك فرنسي، وهو مبلغ قياسي آنذاك، وشكل مع المهاجم السويدي كارلسون أفضل ثنائي هجومي في إسبانيا.

قاد النجم المغربي نادي أتليتكو مدريد للحصول على لقب الدوري الإسباني الممتاز موسمي 1951 و1952، وكأس إسبانيا موسم 1951، وأحرز مع النادي الإسباني 56 هدفا في 113 مباراة على مدار خمسة مواسم.

وفي صيف عام 1953، عاد بن مبارك مرة أخرى لنادي مارسيليا الفرنسي وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

وبعد انتهاء مسيرته الاحترافية، عاد بن مبارك إلى المغرب وتولى تدريب نادي الاتحاد الرباطي ثم النجم البيضاوي ومنتخب المغرب.

تلقى بن مبارك إشادة كبيرة من النجم البرازيلي بيليه الذي نقلت عنه وسائل الإعلام قوله: “إذا كنت أنا ملك كرة القدم، فإن بن مبارك هو إلهها”.

وصفت الصحافة الفرنسية الموهبة التي خلقت الحدث في عهد لم تكن فيه كرة القدم بالحجم الذي تعرفه الآن من الناحية التسويقية والمالية، كما أنه عانى الأمرَّين بسبب لون بشرته السوداء في مجتمع عنصري آنذاك.

ووصف الإعلام الفرنسي النجم المغربي بـ”الساحر” نظرا إلى ما يمتاز به من جودة لعب أذهلت كل المتتبِّعين وحتى الخصوم، حيث أنه وفي مباراة مثل فيها منتخب “الديكة” أمام إيطاليا، أعجب به مسيرو فريق “إنتر ميلان” ورغبوا في الاستفادة منه، دون أن يجدوا حلا لذلك بسبب التزامه مع “مارسيليا” الذي شكل نواة فريقه وحافظ عليه إلى حين انتقاله سنة 1948 إلى “أتليتيكو مدريد” الإسباني، والمقولة الشهيرة التي رافقت انتقاله من قبل الصحافة: “يمكن أن نبيع برج إيفل وقوس النصر، لكن ليس بن مبارك”.

توفي “ابن مبارك” رحمه الله سنة 1992 بمسقط رأسه، بعد مسيرة كروية حافلة بأهداف و ألقاب أبهجت الجماهير.

و قد أصدر بريد المغرب سنة 2015 طابعا من فئة 3,75 درهم، يحمل صورة و اسم هذا اللاعب الفذ، وهو ضمن مجموعة من خمسة طوابع لشخصيات أخرى، وهي سلسلة دأب بريد المغرب على اصدارها منذ 1963 تكريما لشخصيات مغربية و عرفانا لما أسدوه من خدمات جليلة للوطن و للمجتمع، و تعريفا بهم لدى الأجيال اللاحقة و الاقتداء بهم.

تعليقات الزوار ( 160 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *