الرئيسية مجتمع شاطئ أكادير.. مرتع مفضل لممارسة الرياضة والاستجمام وتناول الإفطار الرمضاني

شاطئ أكادير.. مرتع مفضل لممارسة الرياضة والاستجمام وتناول الإفطار الرمضاني

كتبه كتب في 4 يونيو 2019 - 18:26

يكاد الوافد على شاطئ مدينة أكادير الممتد على كيلومترات معدودة يحار في اختيار ضالته بعدما يحل بهذا الفضاء الطبيعي الجذاب الذي يستقطب على امتداد فصول السنة ملايين من الزوار من ساكنة مدينة الانبعاث ، ومن زوارها من السياح المغاربة والأجانب. 

فمشهد الغروب يسحر العيون ويأسر الألباب حتى بالنسبة لمن لا دراية لهم بالفنون الجمالية… الرمال الذهبية الممتدة على مد البصر بدورها تبعث لدى الوافد على الرغبة في اجتياز مسافات طويلة من المشي دون انقطاع ، مع التملي بمشهد الأمواج وهي تتكسر في هدوء محدثة نوعا من التناغم البصري بين زرقة البحر ، وبياض الأملاح الممزوجة مع مياه المحيط. 

وسط هذا المشهد المركب ، لا تستطيع العين أن تحيد عن مشهد مجموعات من الشباب التي تحلقت حول رقع أرضية من الرمال المنبسطة المبللة بعدما أنهى البحر شوطا من لعبته الأبدية التي يتعاقب فيها المد والجزر ، وهم يستعملون أيديهم لإحداث مائدة/حفرة دائرية أو مستطيلة أو مربعة ، تختلف مساحتها بين مجموعة وأخرى. 

حول هذه “المائدة الرملية” تتحلق المجموعات المكونة من أسر أو أصدقاء وصديقات ، بعد إطلاق قطعة من البلاستيك أو القماش التي يمدد فوقها ما طاب من المشروبات والمأكولات الشهية التي أعدت خصيصا لاقتسام لحظات من المتعة الحميمية بعد الإعلان عن آذان المغرب ، وأيضا من أجل الخروج عن طقوس الإفطار المعتادة داخل البيوت . 

يسترعي انتباه زائر شاطئ أكادير قبل موعد أذان المغرب بحوالي ساعة أو ساعة ونصف مشهد الموائد الرملية ، أو الموائد البلاستيكية وقد تم تأثيثها بعلب من عصير الفواكه ، وقنينات الماء الشروب ، والركوات المملوءة بالحليب والقهوة أو الشاي ، والحلويات بمختلف الاشكال ، وقطع الخبز المقطوعة بأشكال مختلفة … وأحيانا أطباق السمك وغيرها من المأكولات كل حسب شهوته ، ودخله المادي. 

لا يغيب عن هذا المشهد الرمضاني حضور الهواتف الذكية بين أيدي الوافدين على الشاطئ. منهم من يلتقط صور “سيلفي”، ومنهم من يتحاور مع الغير ، ومنهم من يلتقط صورا لمشهد الغروب ، ومن يطلع أو يبعث رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في انتظار موعد الإفطار. 

يحضر أيضا التنافس الرياضي من خلال ممارسة كرة القدم في شاطئ أكادير قبل موعد الإفطار. البعض يأتي خصيصا لممارسة اللعبة كهواية مفضلة طيلة أيام الأسبوع أو في بعض الأيام ليغادر الشاطئ قبل أذان المغرب ، والبعض يتعاطي للعبة لتزجية الوقت في انتظار حلول موعد الإفطار في الشاطئ. 

ومن بين مرتادي شاطئ أكادير خلال شهر الصيام أيضا من فضلوا الاحتفال بمناسبات خاصة من قبيل أعياد الميلاد ، كما هو الشأن بالنسبة للطفل أنور السالمي الذي استضاف ثلة من أصدقاء الدراسة للاحتفال صحبتهم بعيد ميلاده في جو يخرج عن المعتاد ، على الأقل من ناحية طبيعة الفضاء الذي يحتضن الاحتفال الذي اعتاد عليه الناس في البيوت أو المقاهي والمطاعم. 

على امتداد رؤية العين يمتد شاطئ مدينة أكادير المكسو برمال ذهبية والذي صنف كواحد من أجمل خلجان العالم .وقد تم تزيين هذا الشاطئ بكورنيش يعد من أبهى ما يمكن أن تجود بها قريحة المهندسين المعماريين ، فحري بالوافدين عليه أن يصونوا هذه الرقعة الجغرافية المنتمية لبلد اسمه المغرب ، ومدينة تنعت باسم “الانبعاث” ، وأن يحافظوا على جماليتها ، بدءا بواجب الحرص على نظافتها وتفادي تلويثها بمختلف أصناف النفايات التي تبعث على التقزز بفعل الممارسات غير المسؤولة لبعض الوافدين على الشاطئ سواء في شهر الصيام أو في غيره من الأيام على امتداد فصول السنة. 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *