درس من دروس الحياة ذاك الذي وجهته ساكنة الريف و الحسيمة بالخصوص لكل من يهمه الأمر من خلال وقفاتها الاحتجاجية الحضارية و مسيراتها السلمية الراقية.
ففي الليلة الثانية التي تلت جنازة الراحل محسن فكري ، خرج قرابة عشرة آلاف شخص لشوارع الحسيمة تضامنا مع روح الشهيد محسن مطالبين بمعاقبة كل المتورطين في مقتله.
و طغى على المسيرة الليلية شعارات قوية و مؤطرة حيث خلق المتظاهرون الحدث بانضباطهم الكبير و احتجاجهم الحضاري على شكل دروع و سلاسل بشرية.
و ساهم العشرات من الشباب في تأطير المسيرة التي لم تسجل بها اي أحداث مسيئة مما جعل بعض القنوات الدولية التي حلت بعين المكان تعود خائبة لادراجها بعدما خاب مسعاها في نشوب فوضى و احتكاكات تعكر صفو المسيرة و تحولها من سلمية لفوضى.
ساكنة الريف اعطت مرة أخرى درسا من الدروس لكل العالم ، بصوت واحد موحد رفعت شعاراتها الحضارية و كجسد واحد متراص سارت في شوارع الحسيمة لتعبر عن مطالبها المشروعة فاستحقت كل التقدير و الاحترام.