الرئيسية يساعة 24 تنامي “البيدوفيليا”.. “غول” يرهب الأسر السوسية

تنامي “البيدوفيليا”.. “غول” يرهب الأسر السوسية

كتبه كتب في 30 أكتوبر 2016 - 11:42

دقت عدد من الجمعيات الحقوقية بسوس ناقوس الخطر، بخصوص تنامي ظاهرة اغتصاب الأطفال، بعد ان أصبحت تسجل بشكل سنوي ما يزيد عن 451 حالة اغتصاب، Le360 حاول ملامسة الظاهرة عن قرب، والتقى بعدد من الحقوقيين والجمعويين بسوس، من أجل البحث في أعماق هذه الظاهرة المقلقة.

تعالت المطالب الحقوقية بعاصمة سوس بضرورة تشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال، مقابل ذلك بدأ باحثون يتدارسون أسباب تنامي ظاهرة “البيدوفيليا”.

وسجلت عدد من قضايا الاغتصاب، تكييفها من قبل النيابة العامة على أساس أنها جنح ويتم إحالة الأظناء على المحاكم الابتدائية عوض الجنايات لخطورة الفعل الجرمي المرتكب في حق الأطفال المستغلين جنسيا.

* ضحايا تحولوا إلى مغتصبين

أظهرت دراسات أن ثلث الأطفال الذين تعرضوا للإساءة الجنسية، يتحولون من ضحية إلى معتدي في مرحلة المراهقة أو ما بعدها، وهي نفس الدراسة التي تشير إلى احتمال 80 في المائة ان يتحول الطفل المعتدى عليه إلى شاذ جنسيا عندما يبلغ.

وتشير المعطيات إلى أن “الحاضي” أو “سفاح تارودانت”، الذي اقترف العشرات من جرائم اغتصاب أطفال وقتلهم، اعترف في كل مراحل التحقيق معه، أنه بدوره كان ضحية اغتصاب حينما كان طفلا، وهي العقدة التي حولت شخصيته إلى مغتصب في كبره.

بتارودانت حدثت واقعة هزت الرأي العام الوطني والمحلي، بعد أن اغتصب آب طفله البالغ من العمر 7 سنوات وقتله ورمى بجثته على ضفاف واد الواعر.

وباكادير كذلك اغتصب أب ثلاثة من بناته، ولم يكتشف أمره إلا بعد أن عاود الفعل أكثر من مرة، وهو ما جعل بناته يفضحنه لتضع والدتهن شكاية انتهت باعتقاله.

بمدينة انزكان، وقبل أربع سنوات، اهتز حي تراست على وقع جريمة اغتصاب وقتل طفلة لا يتعدى عمرها 3 سنوات، بعد أن رافقها ابن الجيران معه إلى مقبرة بالحي نفسه، واغتصبها وقام بذبحها باستعمال بقايا زجاج قنينة، وغيرها من الجرائم التي وقعت بكل أقاليم الجهة من اشتوكة وتيزنيت وتافراوت.

* أئمة مساجد وأساتذة في قلب فضائح اغتصاب

تناولت وسائل الإعلام طيلة السنوات الماضية، مجموعة من الأخبار تشير إلى تورط أئمة مساجد وأساتذة في قضايا اغتصاب.

بمنطقة القليعة على هوامش مدينة انزكان، تورط خطيبي مسجدين في اقتراف جريمة اغتصاب وتحرش جنسي بعدد من الأطفال بالكتاتيب القرآنية، وجرى اعتقالهما وإدانتهما، بل إن امام مسجد اعترف للمحقيقين بأنه بدوره كان ضحية اغتصاب. وتورط أكثر من مرة رجال تعليم في قضايا مماثلة، انتهت بهم وراء القضبان.

* غياب مركز متخصصة

رئيسة جمعية صوت الطفل باكادير، فاطمة عريف، قالت لـLe360 أنه “لا يوجد مراكز مختصة أو مراكز لإعادة تأهيل المعتدي أو المعتدى عليه في جل أقاليم الجهة، مشيرة في السياق ذاته إلى أن الأطفال ضحايا الاغتصاب يتم وضعهم قبل مثولهم امام المحكمة أو النيابة العامة في غرف مثلهم مثل المجرمين، في حين كان على وزارة العدل إنشاء فضاءات خاصة لوضع هؤلاء الأطفال الضحايا والترفيه عليهم بوسائل يمكن وضعها رهن اشارتهم بالمحاكم.

وارجعت عريف غياب مراكز متخصصة، إلى كون الظاهرة طارئة وجديدة ولدت منذ سنوات قليلة وبدأت تهتم بها منظمات المجتمع المدني، مؤكدة على ضرورة طرح وإيجاد مراكز متخصصة لمعالجة هذه الحالات، عوض ما هو معمول به الآن حيت تتم مرافقة الضحايا إلى أطباء نفسانيين بمركز وحيد بانزكان.

* أرقام مخيفة لضحايا الاغتصاب

شدد صلاح الدين كناوي، رئيس جمعية “نحمي ولدي” لحقوق الطفل بتارودانت، على ضرورة إشراك جميع مكونات المجتمع من أجل التصدي للظاهرة بعد تسجيل ارتفاع ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ الاقليم، مؤكدا ان ﺠﻤﻌﻴته ﺗﻨﺪﺩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، “ﻓﻜﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻢ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻐﺪ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺪﻕ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻟﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ وﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ”.

وﺃﺑﺮﺯ أن ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗواجه الحقوقيين ﻫي ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ تتوصل بها الجمعية، ﻭﻋﺪﻡ القدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻛﺒﺘﻬﺎ بالسرعة ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ في ظل ﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ حق مرتكبي هذه الجرائم ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺴﺘﻔﺰﺓ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﺒﺸﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎء ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﻺﻳﻮﺍء ﻭﺍﻹﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻭﺇﺻﺪﺍﺭ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞﻣﻊ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻟﺮﺩﻉ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩ ﻓﻠﺬﺍﺕ ﺃﻛﺒﺎﺩﻧﺎ.

ومن الحلول التي يراها الكناوي مناسبة للتصدي لظاهرة اغتصاب الأطفال هو  ﺇﻋﻄﺎء ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨها هي فئات هشة في المجتمع.

le360
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *