الرئيسية يساعة 24 السباعي: هذه اختلالات الإدارة العمومية المغربية

السباعي: هذه اختلالات الإدارة العمومية المغربية

كتبه كتب في 18 أكتوبر 2016 - 11:06

تفاعلا مع الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية في يوم الجمعة 14 أكتوبر الجاري، قال محمد بكار السباعي، الناشط الحقوقي والمحامي بهيئة أكادير، إن الإدارة المغربية “الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود”؛ وهي حقيقة أكدتها السلطة العليا في البلاد، خلال افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، حقيقة لا ينكرها أحد، خاصة المواطن الذي يتردد على الإدارات العمومية يوميا، ويكتوي بنار موظفين أشباح وغير أشباح.. موظفون يفتقرون إلى أدنى حس وطني، مع احترامي لموظفين ومسؤولين أكفاء، لمعرفتهم بمتطلبات المرتفقين والسهر على قضائها”، يقول للمتحدث.

ويستطرد بكار السباعي قولا إن “الإدارة المغربية تعاني مرضا عضالا، مرض تفاعلت عدة عناصر، وخلال سيرورة زمنية لتنتجه، وهو مرض غياب الضمير، وغياب التربية السليمة وغياب آليات الزجر، في ظل تراجع خطير لدور مؤسسات التنشئة الاجتماعية، خاصة الأسرة والمدرسة، ووجود تيارات الهدم الاجتماعي داخل المجتمع”.

واسترسل الناشط الحقوقي في القول إن “الملك يُقرّ، في خطابه أمام نواب الأمة وأمام الشعب المغربي، بأن الإدارة العمومية المغربية مريضة. ونعلم جيدا أن الملك لم يدق ناقوس الخطر إلا بعدما أحس ووصلته الأصداء بأن وقت الإصلاح داخل الإدارة قد حان، ولأن المواطن فقد الثقة في كل المؤسسات. وخير دليل على ذلك نسبة التصويت الضعيفة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وكأن المواطن يطرح سؤالا كبيرا، لماذا نصوت؟، كما أن أبسط وثيقة إدارية يلزمك خوض حرب طويلة الأمد مع موظفين يعتقد بعضهم أن هذه الإدارة مِلْك لهم”.

وتابع المحامي بهيئة أكادير بإثارة جملة من التساؤلات حول بعض أوضاع الإدارة المغربية: “كيف ستثق في إدارة تطلب منك إحضار السجل العدلي من وجدة وأنت في أكادير، ذنبك فقط أن أمك ولدتك في وجدة؟ كيف ستثق في إدارة، حينما تدخل إليها تعتقد أنك داخل إلى سوق، ولن تحصل على حقوقك إلا وجيبك ممتلئ بمختلف القطع والأوراق النقدية؟ كيف ستثق في إدارة ومؤسسة ترسل إليها طفلك، ويعود كما أرسلته في بداية الموسم الدراسي.. طبعا بخفي حنين، أو ترسله في الصباح لكي يدرس، ويعود إليك لأن المعلم أو الأستاذ تغيب بدون عذر؟ كيف تثق في إدارة تحمل إليها مريضا عزيزا فيعود إليك جثة هامدة أو بعاهة مستديمة سببها خطأ طبي، والسبب دائما تغيب الطبيب أو مغادرته قبل الوقت أو رفضه أداء مهمته؟”.

ويضيف المتحدث أن اختلالات الإدارة العمومية المغربية كثيرة ولا حصر لها. ولعل أهمها، على سبيل الذكر لا الحصر: عدم مسايرتها للتطورات الحديثة، سواء على مستوى تجهيزاتها أو على مستوى مواردها البشرية. ونعلم جيدا ماذا حدث في السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينات من القرن الماضي، حينما قام عدد من رجال السلطة والمنتخبين والأحزاب بإغراق الإدارة المغربية، خاصة الجماعات المحلية، بكل من هب ودب، من المعارف ومن أشباه المناضلين في هذه الأحزاب، دون النظر إلى الكفاءة المطلوبة… ونعلم جيدا أن الإدارة المغربية لا تعاني من الخصاص في بعض فروعها، وإنما تعاني من وجود الموظفين الأشباح الذين ولجوا إليها باستعمال الأساليب السالف ذكرها”.

وحسب محمد بكار السباعي، فإن “مرض الغياب والغياب المتكرر يبقى من الأمراض الفتاكة داخل الإدارة العمومية المغربية؛ وهو مرض ناتج عن غياب الضمير لدى المتغيب وعن موت هذا الضمير نهائيا لدى رئيسه الذي يتغاضى عنه، وفي ذلك تبادل للمنافع”.

وزاد الناشط الحقوقي والمحامي بهيئة أكادير مشخّصا بعض اختلالات الإدارة في علاقتها بالمرتفقين أن “هناك مِن الموظفين مَن يغادر مكتبه من يوم الأربعاء ولا يعود حتى يوم الاثنين؛ وهناك من يغادر يوم الجمعة بأكمله بدعوى أداء صلاة الجمعة، ولا يعلم بأنه ارتكب جرما وأن العمل عبادة؛ وهناك من يغادر إلى المقهى لنصف يوم؛ وهناك من يدخل إلى مكتب صديقه أو صديقته المجاور؛ وهناك من يغادر نهائيا من خلال إبحاره في الأنترنيت أو اللعب على الحاسوب… وكل هذا بتواطؤ مع رؤساء المؤسسات ورؤساء المصالح ورؤساء الأقسام.. وهناك الأخطر من ذلك من يتغيب عن قسمه ويترك التلاميذ عرضة للشارع عرضة للجريمة، مخدرات واغتصاب واختطاف… ومن يتغيب ويترك مرضاه يعانون… إنها مظاهر انهيار المجتمع”.

وأكد محمد بكار السباعي أنه حان الوقت لكي يرفع كل متستر عن هؤلاء يده، “لكي ينكشفوا للرأي العام ويحاسبوا على ما حصلوا عليه من أموال هذا الشعب، دون أن يؤدوا ولو خدمة بسيطة للمجتمع؛ بل أن يحاكموا هم ومن شاركهم في جريمتهم”.

 رشيد بيجيكن_هسبريس
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *