أعلنت مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد” عن إطلاق خدمة بحرية جديدة تحمل اسم “أطلس”، ستربط مينائي أكادير والدار البيضاء بالموانئ الأوروبية، أبرزها “لندن غيتواي” في بريطانيا و”أنتويرب غيتواي” في بلجيكا، عبر سفينتين متخصصتين سيدخلان الخدمة بداية من نونبر المقبل.
وستمكن هذه الخدمة من تقليص زمن التوصيل إلى ثلاثة أيام فقط لنقل الفواكه والخضروات المغربية نحو أسواق المملكة المتحدة وشمال أوروبا، ما سيعزز تنافسية المنتجات الوطنية ويوفر بديلاً متكاملاً للنقل البري التقليدي.
وأكد ديرك هوفمان، مدير المبيعات بشركة دي بي ورلد أوروبا، خلال ندوة صحفية بأحد فنادق أكادير، أن المشروع يجسد قوة العلاقات بين المغرب والإمارات ويعكس الرؤية الاستراتيجية للشركة في جعل أكادير محطة محورية للتبادل التجاري. وقال: “خدمة أطلس لم تعد مجرد فكرة، بل أصبحت مشروعاً واقعياً سيشكل قفزة نوعية في قطاع النقل البحري بالمنطقة. ونحن ممتنون للدعم الكبير الذي قدمته السلطات المحلية والمنتخبة في أكادير لتسهيل ميلاد هذا الخط”.
من جانبه، أوضح كلاوس لارنر، نائب الرئيس لعمليات المنتجات القابلة للتلف في المغرب – شركة دي بي ورلد أوروبا، أن الخدمة ستُمكّن من شحن المنتجات الطازجة في ظرف لا يتجاوز خمسة أيام بوتيرة أسبوعية، مع ضمان الحفاظ على الجودة وتقليص نسبة التلف. وأضاف: “قمنا باقتناء 3000 حاوية جديدة مخصصة لهذا المشروع، منها 1250 حاوية مبردة و1750 حاوية للمنتوجات العادية، بهدف مواكبة الطلب المتزايد على الخضر والفواكه والحوامض”.
وأشار لارنر إلى أن الخط سيحوّل سنوياً ما يقارب 150 ألف طن من المنتجات من الطرق البرية الطويلة إلى النقل البحري، مما سيمكن من تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 70%، أي ما يعادل 250 كلغ من ثاني أكسيد الكربون عن كل طن-كلم. وأبرز أن هذا التحول سينعكس إيجاباً على جودة منتجات حساسة مثل الطماطم والتوت الأزرق، التي كانت تواجه مخاطر التلف في النقل البري عبر آلاف الكيلومترات.
كما شدد هوفمان على أن هذه الخدمة ستساهم في رفع حجم الصادرات المغربية بنسبة تتراوح بين 15 و20%، وهو ما سيحفز خلق فرص شغل جديدة لفائدة المزارعين والمنتجين المحليين، مضيفاً: “النقل البحري عبر أطلس لا يعني فقط تعزيز الصادرات، بل يفتح أيضاً أسواقاً جديدة، ويرسخ موقع أكادير كبوابة رئيسية نحو أوروبا”.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يصدر حالياً أكثر من 6,5 مليون طن من الفواكه والخضروات سنوياً نحو أوروبا الغربية، مع نمو سنوي يتجاوز 20%، وهو ما يجعل خدمة “أطلس” خياراً استراتيجياً لتأمين صادرات المملكة بجودة أعلى وبأثر بيئي أقل.
