احتضنت جماعة أملن بإقليم تيزنيت، مساء الاثنين 11 غشت، عرض أزياء تقليدية فريد من نوعه بعنوان “أملحاف ن تافراوت”، وذلك ضمن فعاليات الدورة 17 لمهرجان تيفاوين، بشراكة مع مؤسسة دار الصانع، وبمشاركة المصممة ليلى أيت مولود ونخبة من المصممات.
الفقرة شكلت لحظة احتفالية متميزة بالزي النسائي التقليدي الأمازيغي المعروف في المنطقة باسم “أملحاف”، والذي يعد مكونا أساسيا من الهوية الثقافية والرمزية للمرأة في تافراوت والمناطق المجاورة.
العرض لم يقتصر على تقديم الأزياء التراثية بصيغتها التقليدية، بل حمل بصمات التجديد والابتكار، من خلال تصاميم عصرية مزجت بين الأصالة واللمسة الإبداعية الحديثة.
مصممات شابات من أملن أبدعن في إبراز جمالية هذا الزي، عبر توظيف ألوان متعددة وتفاصيل دقيقة تحاكي الروح الأمازيغية، بما في ذلك تطريزات مستلهمة من حروف تيفيناغ وأشكال فنية ضاربة في عمق الثقافة المحلية.
كما شهدت الأمسية تكريم عدد من النساء الحرفيات والمصممات، في التفاتة اعتراف بمجهوداتهن في صون هذا الموروث الثقافي، وحمايته من الاندثار، والعمل على ضمان استمراريته عبر الأجيال، من خلال دمجه في تصاميم قادرة على منافسة الموضة المعاصرة دون المساس بروحه الأصلية.
وتتوفر جماعة أملن على عدد من النوادي والمحترفات المتخصصة في إنجاز هذا النوع من الأزياء، حيث تُشكل فضاءات للإبداع والتكوين، وتُتيح للنساء فرصة التعبير عن هويتهن الثقافية والفنية عبر الغزل والتطريز والتصميم.
فقرة “أملحاف ن تافراوت” أكدت، مرة أخرى، أن الثقافة الأمازيغية ليست مجرد تراث محفوظ، بل رافعة للإبداع المعاصر قادرة على الحضور في المحافل والمهرجانات الكبرى، بروحها الأصيلة وملامحها المتجددة.
