الرئيسية ثقافة وفنون الجامعة القروية محمد خير الدين بفستيفال تيفاوين.. تفكيك التحولات وملامح قرية الغد

الجامعة القروية محمد خير الدين بفستيفال تيفاوين.. تفكيك التحولات وملامح قرية الغد

كتبه كتب في 9 أغسطس 2025 - 10:46

احتضنت جماعة أملن بإقليم تيزنيت، مساء الجمعة 8 غشت الجاري، لقاء فكريا مميزا حول موضوع “القروانية: مقاربات متقاطعة”، ضمن فعاليات الدورة 17 لفيستيفال تيفاوين، وذلك في إطار الدورة 11 للجامعة القروية محمد خير الدين.

اللقاء شهد حضور نخبة من الفاعلين الأكاديميين والجمعويين والمنتخبين، وتقدم جلسة الافتتاح كل من الحسين الإحسيني، رئيس جمعية فستيفال تيفاوين، والنائب البرلماني عبد الله غازي، وياسر شهمات نائب رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، إلى جانب عبد الرحمان حجي رئيس جماعة أملن، بينما أدار الجلسة محمد الكارح، عضو الجمعية المنظمة.

وأكد المتدخلون أن الفستيفال، المنظم في قلب الأطلس الصغير، اختار منذ سنوات تثمين الفنون والثقافة القروية انسجاما مع الهوية السوسيو-ثقافية لمجال أملن، مشيرين إلى أن موضوع “القروانية”، المقترح كمقابل لمفهوم “Ruralité”، أصبح اليوم محورا للتفكير العلمي والنقاش الأكاديمي، لما يحمله من أبعاد اجتماعية وثقافية وتنموية.

وشهد اللقاء تنظيم محاضرة بعنوان “قروانية الهوامش المعاصرة”، أطرها الباحث في علم الاجتماع محمد مهدي وأدارها الدكتور الحسين بويعقوبي، أستاذ بجامعة ابن زهر. وتناول النقاش تمثلات “القروانية” كنمط عيش يتميز بقلة الكثافة السكانية والطابع الفلاحي والرعوي، وبوجود روابط اجتماعية وثقافية عريقة تذوب فيها الفردانية في جماعة توصف بـ”التقليدية”.

كما تناولت الجلسة العلمية الأولى موضوع “العالم القروي في المغرب.. التاريخ، التحولات، واستراتيجيات التنمية”، بمشاركة الباحثين أحمد بومزكو، وخاليد قوبع، وعبد اللطيف بوفوس، تحت إشراف الأستاذ محمد بنيدير.وسلط المحاضرون الضوء على التحولات العميقة التي عرفها المغرب، حيث أظهر الإحصاء العام للسكن والسكنى لعام 2024 أن أكثر من 23 مليون مغربي يعيشون في المجال الحضري، مقابل 14 مليون فقط في العالم القروي، ما يعكس اتجاها عالميا متسارعا نحو التمدن.

وناقش المشاركون إشكاليات “ترييف المدن” و”تمدين الأرياف”، وحاولوا الإجابة على سؤال مركزي: “ماذا تبقى من القروانية في المغرب؟”، مؤكدين أهمية فهم تحولات القرى المغربية وآفاق دمجها في سياسات التنمية المستدامة.

وتندرج هذه اللقاءات في إطار التوجه الثقافي لفيستيفال تيفاوين، الذي يسعى إلى جعل القرية فضاء للنقاش وتلاقح الأفكار، ومنصة لإعادة الاعتبار للمجال القروي باعتباره خزانا للتراث والتاريخ والطبيعة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *