تحوّلت الدورة الأخيرة من مهرجان الروايس بمدينة الدشيرة إلى محطة جدل واسع داخل الأوساط الثقافية، بعد واقعة منع المدير الجهوي للثقافة بجهة سوس ماسة من دخول فضاء التظاهرة، في مشهد وصفه مهتمون بـ”السابقة المهينة” التي تعكس ارتباكا تنظيميا غير مسبوق.
الواقعة، التي جرت مساء الأحد، فجّرت موجة استياء واسعة في صفوف المهتمين بالشأن الثقافي، خاصة أن المهرجان يُنظم أصلا لتكريم رواد فن الروايس وصون الذاكرة الشفوية الأمازيغية، بمشاركة مؤسسات عمومية وعلى رأسها وزارة الثقافة.
ووصفت مصادر من داخل القطاع ما جرى بأنه “إهانة مؤسساتية” لا تليق بمسؤول حكومي يمثل قطاع الثقافة، كما أنها تسائل الجهة المنظمة والمعايير التي يتم اعتمادها في استقبال الضيوف الرسميين وإدارة الفضاءات الثقافية العامة.
ولم يتوقف الجدل عند حدود إقصاء مدير الثقافة، بل سجّل عدد من المتابعين خللا واضحا في الجانب التقني، خاصة في جودة الصوتيات، حيث عرف الحفل الافتتاحي ارتباكا كبيرا في الإعدادات الصوتية، ما أثر على عروض عدد من الفرق الفنية، وأثار استياء الحضور.
ودعا فاعلون ثقافيون إلى فتح تحقيق جدي في خلفيات ما حدث، وترتيب المسؤوليات وفق ما يقتضيه احترام العمل الثقافي الجاد، خصوصا في جهة تُعرف بغناها التراثي وحضورها القوي في المشهد الفني الوطني.
يذكر أن مهرجان الروايس يُعد من بين أبرز التظاهرات المخصصة لفن الروايس بجهة سوس، ويحظى بمتابعة إعلامية وجماهيرية واسعة، إلا أن اختلالات التنظيم والتواصل هذه السنة تهدد صورته وتضع مستقبله موضع تساؤلات.