كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، اليوم الثلاثاء بالرباط، عن خطة وزارية طموحة تهدف إلى خفض ظاهرة الهدر المدرسي في المغرب بنسبة 50%، بعد أن كشفت الأرقام عن مغادرة نحو 280 ألف تلميذ للمقاعد الدراسية سنويًا، 160 ألفًا منهم في سلك التعليم الإعدادي وحده.
وجاء تصريح الوزير عقب مشاركته في اجتماع حول إنعاش التشغيل، ترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بحضور ممثلين عن القطاعات الوزارية المعنية. وأوضح برادة أن الوزارة تسعى إلى إعادة توجيه ما لا يقل عن 80 ألف تلميذ مهددين بالانقطاع عن الدراسة نحو “مدارس الفرصة الثانية”، حيث يتلقون تكوينًا حرفيًا ومهنيًا يساعدهم على الاندماج في سوق الشغل أو استئناف مسارهم الدراسي.
وأضاف أن من بين آليات محاربة الهدر المدرسي، مشروع “إعداديات الريادة” الذي يوفر مواكبة بيداغوجية داخل الفصول، إلى جانب تنظيم أنشطة موازية في مجالات مثل الموسيقى والمسرح والرياضة، لاستعادة ثقة التلاميذ بأنفسهم وتحفيزهم على مواصلة الدراسة.
كما أشار الوزير إلى اعتماد خلايا خاصة للدعم النفسي والتربوي لفائدة التلاميذ المعرضين لخطر الانقطاع، انطلاقًا من المعطيات التي توفرها منظومة “مسار”، مما يسمح بالتدخل الفردي والمبكر لفائدة هؤلاء التلاميذ.
وفي العالم القروي، تركز الوزارة على تعزيز برامج الدعم الاجتماعي لضمان استمرارية التمدرس، من خلال توفير النقل المدرسي، والمطاعم، ودور الإيواء، كوسائل للحد من التأثيرات السلبية للظروف الاجتماعية على تمدرس الأطفال.
وتندرج هذه الجهود ضمن المبادرة السابعة من البرنامج الحكومي لتعزيز التشغيل، والتي تستهدف تقليص عدد المنقطعين عن الدراسة من 295 ألف تلميذ سنة 2024 إلى 200 ألف تلميذ في أفق سنة 2026.
