تم مؤخرا بالكلية متعددة التخصصات بتارودانت إطلاق مشروع مبتكر تحت عنوان “استرداد وتثمين مياه الأمطار” لري المساحات الخضراء داخل الحرم الجامعي، وذلك باستخدام الطاقة النظيفة.
ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه على الصعيد الوطني، ويأتي في إطار اتفاقية شراكة بين الكلية متعددة التخصصات بتارودانت (جامعة ابن زهر) والمديرية الإقليمية للتجهيز والماء بتارودانت.
وقد تم إنجاز المشروع بكلفة إجمالية بلغت 1.07 مليون درهم، ويعكس إرادة الطرفين في الحفاظ على الفرشة المائية واستغلال مياه الأمطار في ري المساحات الخضراء بالكلية.
وبفضل الأمطار التي تهاطلت مؤخراً على مختلف مناطق المغرب، بما فيها مدينة تارودانت، تمكنت الكلية من استرداد 500 متر مكعب من مياه الأمطار التي سقطت على مساحة 6673 متر مربع من أسطح المؤسسة الجامعية.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عميد الكلية، حسن حمائز، إن هذا المشروع يندرج ضمن سياسة الكلية التي تعتمد على الطاقة الخضراء، حيث يتم جمع مياه الأمطار لري المساحات الخضراء، بالإضافة إلى استغلال الطاقة الشمسية في الإضاءة وغيرها من الاستخدامات.
وأكد أن المبادرة هي ثمرة جهود مجموعة من الأساتذة بالكلية، وتتماشى مع رؤية وزارة التجهيز والماء ووكالة الحوض المائي لجهة سوس ماسة، مشيراً إلى أن المشروع البيئي استغرق سنة من البحث والدراسات، وتم تمويله بالكامل من طرف وزارة التجهيز والماء.
من جهته، أكد ممثل المديرية الإقليمية للتجهيز والماء بتارودانت، عبد العزيز المختاري، أن المشروع يتضمن قنوات لتصريف مياه الأمطار المستردة، بالإضافة إلى خزان لتخزين المياه بسعة 680 متر مكعب، ومضخة تعمل بالطاقة الشمسية.
واعتبر هذا المشروع أول تجربة للمديرية الإقليمية على مستوى الكلية متعددة التخصصات بتارودانت، ويُعد خطوة هامة نحو الحفاظ على المياه الجوفية عبر تجميع مياه الأمطار.
جدير بالذكر أن مياه الأمطار الأخيرة قد ساهمت في ملء الخزان الخاص بالمشروع بنسبة 67%، مما سيمكن من ري مساحات خضراء تصل إلى 13548 متر مربع باستخدام تقنية الضخ بالطاقة الشمسية.
هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في تقليص استخدام المياه الصالحة للشرب لري المساحات الخضراء، مما يعزز من استدامة الموارد المائية في المنطقة.