استأنف أسطول صيد السردين بالمصيدة السطحية الصغيرة في الوحدة الفرعية الأطلسية الوسطى “ب” نشاطه البحري يوم وأمس السبت 15 فبراير الجاري، بعد انتهاء فترة الراحة البيولوجية التي أقرتها السلطات المختصة واستمرت قرابة الشهر ونصف.
هذه العودة تأتي وسط ترقب كبير من المهنيين الذين يأملون في تحقيق موسم جيد يعوض فترة التوقف، وأكدت مصادر مهنية أن استئناف رحلات الصيد تزامنا مع اقتراب شهر رمضان يشكل دفعة قوية للسوق، حيث شهدت الأيام الماضية استعدادات مكثفة من قبل ربابنة المراكب لضمان عودة ناجحة، من خلال تأمين الأطقم البحرية وتزويد المراكب بالمحروقات والثلج والصناديق البلاستيكية.
غير أن أولى رحلات الصيد لم تحمل الأخبار السارة، حيث لا يزال أكثر من 60 مركبا ينتظر فأل الخير، بعدما أبحرت لمسافة تتراوح بين 64 و70 ميلا غرب ميناء العيون دون تسجيل أي أثر للسردين.
وأوضحت المصادر أن هذا الوضع قد يكون مرتبطا بانخفاض درجة حرارة البحر المسجلة عند 14 درجة، وهو مستوى غير مناسب لظهور الأسماك السطحية الصغيرة التي تحتاج إلى حرارة تفوق 17 درجة.
كما أن ظاهرة بزوغ القمر المعروفة بالماريا والظروف الجوية غير المواتية قد ساهمت أيضا في ندرة المصيد، ما يزيد المخاوف من تكرار سيناريو الموسم الماضي.
ودعت الهيئات المهنية مصالح مندوبية الصيد البحري إلى تكثيف عمليات التتبع والمراقبة لضمان احترام القوانين المنظمة، وحث المهنيين على تبني استغلال عقلاني ومستدام للثروة السمكية، خاصة في ظل التحديات البيئية والمناخية التي تؤثر على المخزون البحري.
