شكل استبعاد “البوليساريو” من منتدى الشراكة الروسية الإفريقية ضربة معنوية كبيرة للنظام الجزائري، الذي يسعى لدعم حضور “البوليساريو” على الساحة الدولية والإقليمية.
وأثار هذا القرار، الذي اتخذته روسيا بعدم إشراك الجبهة الانفصالية في الاجتماع الوزاري الأول للمنتدى، مشاعر الإحباط في الأوساط الجزائرية، خاصة أن وزارة الخارجية الجزائرية كانت حاضرة في اللقاءات التي أقيمت في سوتشي، وشهدت هذا الاستبعاد.
وتعكس هذه الخطوة موقفًا روسيًا ثابتًا تجاه النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، إذ ترفض موسكو التعامل مع كيانات انفصالية وتسعى لتعزيز علاقاتها مع الدول ذات السيادة، مما يدعم الموقف المغربي بشأن قضية الصحراء، ويعتبر حافزًا جديدًا لمساعي المغرب الرامية لتعزيز السيادة والوحدة الترابية.
وقد أوضحت روسيا أن هذا الموقف مستمر منذ القمتين الروسيتين الإفريقيتين في عامي 2019 و2023، مؤكدة رفضها الاعتراف بالجبهة ككيان مستقل.
وفي هذا السياق، التقى وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش المنتدى في سوتشي، حيث تطرقا إلى قضايا إقليمية ودولية ثنائية، وهو ما يعزز الحوار الروسي المغربي في قضايا ذات اهتمام مشترك، ويعكس التقدير الدولي للمبادرات المغربية الداعمة للحكم الذاتي كحل للنزاع الإقليمي المفتعل.
يتزايد هذا الوعي الدولي بفضل التحركات الدبلوماسية المغربية، مما أدى إلى تكرار استبعاد “البوليساريو” من العديد من المنتديات الدولية، مثل الشراكة الإفريقية الصينية، والشراكة الإفريقية الكورية الجنوبية، ومنتدى بالي، حيث أصبحت أغلب القوى الدولية تفضل دعم السيادة الوطنية للدول على احتضان الكيانات غير المعترف بها دوليًا، ما يعتبر خطوة إضافية نحو حسم النزاع لصالح السيادة المغربية.