أصبحت شوارع وأزقة مدينة أكادير مسرحا لظاهرة التشرد التي تتفاقم يوما بعد يوم، حيث ينتشر المشردون من مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك أطفال ومراهقون، في أحياء مثل الباطوار، الداخلة، وتلبرجت.. وغيرها.
أطفال يفترشون الأرصفة وينامون بجانب المحلات التجارية، ويتغذون أحيانا من القمامة، غير مكترثين بقساوة الطقس أو مخاطر الحياة في الشارع، في مشهد اصبح مألوفا في أحياء عدة بمدينة الإنبعاث .

وتجد العديد من هؤلاء المشردين يتسولون عند إشارات المرور بالشوارع الرئيسية بالمدينة، يفترشون الأرصفة، وينامون بجانب المحلات التجارية، ويتغذون أحيانا من النفايات، متجاهلين قساوة الطقس وخطر الحياة في الشارع.
ورصدت عدسة “أكادير تيفي” عدة نقاط تجمع فيها المتشردون، من بينها حي الباطوار بساحة السلام، حيث يمكن رؤيتهم بشكل واضح في واضح النهار، بالإضافة إلى جوار محطة المسيرة، التي أصبحت مأوى ليليا للعديد منهم، إلى جانب المناطق المحيطة بحديقة حي الداخلة، وعدد من المواقع الأخرى في المدينة.

في ذات السياق، تشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب 50% من هؤلاء المشردين هربوا من منازلهم بسبب مشاكل أسرية واجتماعية، وتبذل بعض الجمعيات بالمدينة جهودا كبيرة في تقديم يد العون لهم، من خلال توفير مأوى مؤقت وأغطية وملابس.
ومع ذلك، يرفض بعض المشردين هذه المساعدات، مفضلين الاستمرار في حياة الشارع، التي تمنحهم إحساسا زائفا بالحرية بعيدا عن أي قيود.
وتعتبر فئة أطفال الشوارع الأكثر تأثرا بظروف التشرد، حيث تتراوح أعمار بعضهم بين 5 و10 سنوات، ما يجعل مشهدهم محزنا ويثير التساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة.

وبحسب المعطيات، تعود الأسباب الرئيسية إلى الطلاق والتفكك الأسري، إضافة إلى الهجرة والفقر، مما يجعل هذه الفئة من الأطفال الأكثر تضررا وتهميشا في المجتمع.
ورغم جهود الجمعيات العاملة في المجال الإجتماعي والإنساني، يظل الإيواء المؤقت وتقديم مساعدات دورية حلا محدودا وغير كاف للتصدي لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق المجتمع وتشكل تحديا حقيقيا للجهات المعنية في مدينة من المرتقب أن تحتضن استحقاقات هامة مستقبلا في شتى المجالات ثقافيا ورياضيا واقتصاديا…