شهدت مدينة سلا، في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، عملية سطو غامضة استهدفت وكالة بنكية تقع بشارع عبد الرحيم بوعبيد في حي السلام، في واقعة وصفت بالدقيقة وغير المسبوقة وأثارت تساؤلات واسعة حول فعالية الأنظمة الأمنية المعتمدة داخل المؤسسات المالية بالمدينة.
وبحسب المعطيات الأولية، فقد استغل الجناة هدوء الليل للتسلل إلى الوكالة، بعد تسلق السور الخلفي وكسر نافذة، مما يشير إلى وجود تخطيط محكم ومعرفة دقيقة بتفاصيل المبنى. وعقب إشعارها بالحادث، باشرت عناصر الشرطة القضائية تحقيقات موسعة، أسفرت عن العثور على هاتف ذكي فوق أحد المكاتب داخل الوكالة، يُرجّح أنه استُخدم في محاولات اختراق إلكترونية لأنظمة الحماية.
وتواصل المصالح الأمنية تحقيقاتها بسرية تامة، مع التركيز على تحليل تسجيلات كاميرات المراقبة، ورفع البصمات من مكان الجريمة، وفحص محتويات الهاتف المحجوز، في محاولة لتحديد هوية المتورطين وما إذا كانت العملية تمت بدعم من شبكة إجرامية منظمة تتعدى النطاق المحلي.
وأثارت هذه الحادثة حالة من القلق في صفوف الساكنة، كما أعادت إلى الواجهة النقاش حول مدى كفاءة المنظومات الأمنية داخل الوكالات البنكية، في ظل تطور أساليب الجريمة المنظمة وتزايد التحديات المرتبطة بالأمن الرقمي.