في واقعة مثيرة أثارت صدمة واسعة في أوساط مهنية الصيد البحري بمدينة أكادير، اختفى بشكل مفاجئ أحد مراكب صيد السردين من الرصيف المخصص له داخل الميناء، في ظروف غامضة لا تزال تفاصيلها الدقيقة محل تحقيق من قبل السلطات المختصة، وسط تساؤلات متزايدة حول خلفيات الحادث وما إذا كان يتعلق بمحاولة هجرة سرية أو عملية إجرامية منظمة.
وحسب معطيات متداولة، فإن الميكانيكي المكلف بالمركب، وهو شاب حديث الالتحاق بطاقم العمل، استغل أجواء عطلة عيد الأضحى وعودة تدريجية للنشاط البحري ليقوم بمنح الحارسين إجازة قصيرة، مع إيهام البعض الآخر بمتابعة مباريات كرة القدم، قبل أن يختفي المركب في وقت مبكر من صباح الإثنين 16 يونيو الجاري، دون أن يُعرف إلى حدود الساعة مصيره أو الوجهة التي توجه إليها.
وأفادت مصادر مهنية أن جهاز التتبع الخاص بالمركب أرسل آخر إشارة له في حدود الساعة السابعة صباحا، قبل أن يتم قطع الاتصال بشكل مفاجئ ومرجح أنه متعمد، ما أثار الشكوك حول وجود نية مسبقة لتنفيذ هذا التحرك بشكل سري ودون علم باقي أعضاء الطاقم أو إدارة المركب.
وأكد الربان وصاحب المركب، وفق المصادر ذاتها، أنهما حاولا مرارا الاتصال بالميكانيكي دون جدوى، قبل أن يتقدما بشكاية رسمية إلى كل من مصالح الدرك الملكي البحري ومندوبية الصيد البحري بأكادير بشأن اختفاء المركب، مشددين على أن العملية تم تنفيذها دون أي ترخيص أو علم مسبق من الإدارة.
وفي انتظار صدور بلاغ رسمي يوضح حيثيات القضية، لا تزال علامات الاستفهام تحوم حول الدوافع الحقيقية لهذا الفعل، وما إذا كان الأمر يتعلق بمخطط هجرة غير نظامية، خاصة أن توقيت العملية تزامن مع عودة بعض المراكب إلى الميناء بعد عطلة العيد، وسط غياب كلي للطاقم المعتاد في تلك الساعات المبكرة.
وتبقى كل الاحتمالات واردة، فيما تتواصل التحقيقات من قبل الجهات المختصة، في وقت تسود فيه حالة من الترقب والقلق في أوساط مهن الصيد البحري، بانتظار الكشف عن مصير المركب والوقوف على ملابسات واحدة من أغرب الحوادث التي عرفها ميناء أكادير خلال السنوات الأخيرة.