يتسارع تطور التكنولوجيا بشكل مذهل يجعل من الصعب أحيانًا مواكبة مستجداته، فبينما يبدو لنا اليوم إنجازًا تقنيًا ثوريًا، قد يتحول غدًا إلى مجرد أثر من الماضي. وفي خضم هذا التسارع، تظهر بين الحين والآخر قصص استثنائية عن أجهزة قديمة تحوّلت إلى كنوز نادرة بفضل قيمتها في نظر هواة جمع التقنيات الكلاسيكية.
من بين هذه القصص اللافتة، تبرز حكاية الهاتف الأول من سلسلة “آيفون”، الذي أطلقته شركة “آبل” حصريًا في السوق الأمريكية عام 2007 وتوقّف تصنيعه في العام التالي. وعلى الرغم من مرور أكثر من 15 عامًا على طرحه، لا يزال هذا الهاتف يحظى باهتمام كبير، لا سيما إذا كان غير مستخدم ومحفوظًا في علبته الأصلية المختومة.
وتجسّدت هذه الحالة في تجربة الفنانة الأمريكية “كارن غرين”، المتخصصة في الوشم، والتي تلقّت الهاتف كهدية بمناسبة حصولها على وظيفة جديدة، لكنها لم تستخدمه بسبب عدم توافقه مع شبكة الاتصالات التي تتعامل معها، فاحتفظت به داخل درج لسنوات طويلة دون أن تتخيل أن قيمته ستتضاعف بشكل هائل مع مرور الوقت.
وفي مفاجأة غير متوقعة، تم عرض الهاتف مؤخرًا في مزاد نظمته دار LCG Auctions، حيث بِيع بمبلغ خيالي وصل إلى 63,356 دولارًا، متجاوزًا سعره الأصلي البالغ 599 دولارًا بأكثر من مئة ضعف. وتُعد هذه الصفقة دليلاً جديدًا على أن منتجات “آبل” لا تفقد جاذبيتها مع مرور الزمن، خصوصًا عندما تكون من الجيل الأول وفي حالة ممتازة، إذ تحوّل جهاز بسيط من الماضي إلى قطعة نادرة ذات قيمة مالية وتاريخية استثنائية.
