أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في بيان أثار صدمة واسعة في الأوساط الأمريكية والدولية، إصابته بسرطان البروستاتا بدرجة متقدمة تبلغ تسعة على مقياس “جليسون”، وهو أحد أشد أنواع السرطان عدوانية وخطورة، بعد أن أظهرت الفحوصات الطبية أن المرض قد انتشر إلى عظامه. ويأتي هذا التشخيص بعد سلسلة من الفحوص خضع لها بايدن، البالغ من العمر 82 عاماً، إثر معاناته من مشكلات بولية متزايدة، ليكشف التقييم الطبي النهائي، الذي صدر يوم الجمعة، عن حالة متقدمة من المرض تستدعي علاجاً فورياً.
ورغم خطورة الوضع، أكد الفريق الطبي المشرف على حالة بايدن أن الورم لا يزال يستجيب للعلاج الهرموني، مما يفتح نافذة أمل أمام السيطرة الجزئية على المرض، على الرغم من صعوبة الحديث عن إمكانية الشفاء الكامل في هذه المرحلة. وأوضح الدكتور ماثيو سميث، من مركز ماساتشوستس لعلاج السرطان، أن الحالة قابلة للعلاج ولكنها غير قابلة للشفاء التام، مشيراً إلى أن بايدن سيتلقى علاجاً هرمونياً دون اللجوء إلى عمليات جراحية أو جلسات إشعاعية.
وأثار الإعلان ردود فعل متباينة من الساحة السياسية الأمريكية، حيث أعرب الرئيس الحالي دونالد ترامب، في خطوة غير متوقعة، عن تعاطفه مع بايدن، متمنياً له الشفاء العاجل والناجح عبر حسابه الرسمي. من جانبها، قالت كامالا هاريس، نائبة بايدن السابقة، إن بايدن “محارب” وسيواجه المرض “بقوة وتفاؤل”، فيما عبر الرئيس الأسبق باراك أوباما عن دعمه بالدعاء، مشيداً بمسيرة بايدن الطويلة في دعم أبحاث السرطان، خصوصاً بعد وفاة نجله بو بايدن بسرطان الدماغ عام 2015.
ويأتي هذا التطور الصحي في وقت ازدادت فيه التساؤلات حول الحالة الجسدية والعقلية لبايدن، لا سيما بعد أدائه الضعيف في مناظرة انتخابية جرت في يونيو الماضي، والذي أعقبه إعلان انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية، تاركاً الساحة لكامالا هاريس التي تلقت هزيمة كبيرة أمام ترامب. وقد زادت الشكوك حول الوضع الصحي لبايدن بعد ما ورد في كتاب “الخطيئة الأصلية” للصحفيين جيك تابر وأليكس تومسون، حيث كشف عن محاولات من محيطه لإخفاء تدهور حالته الصحية خلال فترة رئاسته.
ويُذكر أن السجل الطبي لبايدن لم يخلُ من المؤشرات المقلقة في السنوات الأخيرة، إذ خضع عام 2023 لإزالة آفة سرطانية من صدره، وفي عام 2021 أُزيلت زائدة لحمية من القولون. وعلى الرغم من هذه التحديات الصحية، فقد جعل بايدن من مكافحة السرطان هدفاً محورياً خلال فترة رئاسته، مطلقاً مبادرة طموحة تهدف إلى تقليص وفيات السرطان بنسبة 50% خلال 25 عاماً، في استكمال لما بدأه حين كان نائباً للرئيس أوباما.