يشهد قطاع الزراعة في ليبيا أزمة حادة نتيجة لانتشار واسع للجراد الصحراوي في العديد من المناطق، مما تسبب في خسائر فادحة للمحاصيل الزراعية والغطاء النباتي
وأفادت تقارير إعلامية ومسؤولون محليون عن ظهور أعداد كبيرة من الجراد الصحراوي في مناطق جنوب البلاد منذ بداية أكتوبر الماضي، تزامناً مع هطول أمطار غزيرة مهدت لبيئة مناسبة لتكاثر هذه الحشرة.
وعقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، اجتماعاً طارئاً لمناقشة سبل مكافحة هذه الآفة، مؤكداً على ضرورة تضافر الجهود بين مختلف الجهات المعنية في وزارة الزراعة، وتقديم الدعم الكامل للجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي.
وكشفت اللجنة الوطنية عن تعرض بلديات سبها، سمنو، تراغن، بني وليد، تازربو، وترهونة لاجتياح حاد للجراد، مما أدى إلى تلف مساحات كبيرة من محاصيل الذرة، البرسيم، والخضروات، خصوصاً في بلديتي تراغن وتازربو حيث بلغت المساحة المتضررة حوالي 285 هكتاراً.
وعزا خبراء الزراعة سرعة انتشار الجراد الصحراوي إلى نقص الإمكانيات اللازمة لمكافحته، حيث أشارت مديرة المكتب الإعلامي باللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي إلى نقص في الميزانيات، السيارات، المعدات، واللباس الواقي، مما عرقل جهود الرصد والاستكشاف.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” من خطورة الجراد الصحراوي ووصفته بأنه “أكثر الآفات المهاجرة تدميراً في العالم”، مؤكدة على قدرته الهائلة على التكاثر والتغذية، حيث يمكن لسرب واحد من الجراد أن يستهلك كمية من الطعام تعادل ما يستهلكه 35 ألف شخص في يوم واحد.
ويخشى المزارعون الليبيون من تفاقم الأزمة الزراعية نتيجة لاستمرار انتشار الجراد الصحراوي، مما قد يؤدي إلى نقص في الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
