شهدت إسبانيا كارثة إنسانية نتيجة فيضانات عارمة اجتاحت منطقة فالنسيا، حيث أعلنت السلطات عن ارتفاع حصيلة الضحايا جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في سيول جارفة دمرت المنازل والجسور. وأكد كارلوس مازون، رئيس حكومة فالنسيا، وقوع خسائر في الأرواح، مشيراً إلى أن عمليات البحث عن المفقودين لا تزال مستمرة.
وكانت التقارير الأولية قد تحدثت عن اختفاء عدد من الأشخاص في مناطق مختلفة من فالنسيا، مما دفع فرق الإنقاذ إلى تكثيف جهودها للعثور عليهم. وشملت عمليات البحث استخدام طائرات بدون طيار وقوارب إنقاذ، إلا أن الظروف الجوية الصعبة عرقلت سير العمل.
وفي إطار الاستجابة لهذه الأزمة، أعلنت الحكومة الإسبانية حالة الطوارئ وحشدت كافة الوسائل المتاحة للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة. كما أصدرت تحذيرات من استمرار هطول الأمطار الغزيرة، ودعت المواطنين إلى توخي الحذر والالتزام بتعليمات السلطات.
وتسبب سوء الأحوال الجوية في شل حركة النقل والمواصلات، حيث تم إلغاء العديد من الرحلات الجوية وتعليق حركة القطارات. كما أدت الفيضانات إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل، وتضرر البنية التحتية في العديد من المناطق.
وأعرب خبراء الأرصاد الجوية عن قلقهم من تزايد حدة الظواهر الجوية المتطرفة في السنوات الأخيرة، وحذروا من أن التغيرات المناخية قد تساهم في تكرار مثل هذه الكوارث الطبيعية.
وفي سياق متصل، أعلنت بلدية فالنسيا تعليق الدراسة وإغلاق الحدائق العامة، فيما تم إجلاء العشرات من السكان في مناطق أخرى من إسبانيا بسبب الفيضانات.
وتأتي هذه الكارثة لتسلط الضوء على أهمية الاستعداد لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، والعمل على تطوير خطط طوارئ فعالة للحد من الخسائر البشرية والمادية.