الرئيسية رياضة الأب جيكو.. قصة إبن سوس مؤسس فريقي الوداد والرجاء الذي تعرض لمحاولات التصفية

الأب جيكو.. قصة إبن سوس مؤسس فريقي الوداد والرجاء الذي تعرض لمحاولات التصفية

كتبه كتب في 24 نوفمبر 2019 - 12:00

محمد بن الحسن التونسي العفاني الملقب ب” الأب جيكو”، من مواليد 1900 تعود أصوله الأمازيغية إلى بلدة ايسافن القريبة من مدينة تارودانت، أطلق عليه لقب “الأب جيكو” من طرف الصحافة الفرنسية، تشبيها بأحد اللاعبين الفرنسيين اسمه “جيكو” نظرا لتشابه طريقة اللعب واللمسات الفنية عند كلا اللاعبين.

الرجل السوسي الذي أعطى الكثير لكرة القدم الوطنية، هو من مؤسسي فريقي نادي الوداد الرياضي لكرة القدم ثم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم.

ويعتبر من أول المدربين المغاربة الحاصلين على دبلوم تكوين المدربين، وذلك بانجلترا خارج الإطار الفرنكوفوني المؤثر آنذاك في المغرب، إضافة إلى ثقافته الواسعة في الميدان الصحفي والإقتصادي،كما له باع في التكوين الاقتصادي في مجال القطاع البنكي في المغرب، و كذلك أول وزير للشبيبة والرياضة في عهد أول حكومة مغربية بعد الاستقلال.

كان الأب جيكو من مؤسسي الوداد، لكنه غادر الفريق الأحمر الذي أحبه من كل أعماقه، بعد مسيرة من العطاء، وذلك إثر خلاف حصل بينه وبين مسيري الفريق، دفعه إلى الاستقالة.

حسب رواية عثمان العفاني، فإن سبب الخلاف مع مسؤولي الوداد ظل لغزا، فقد ظل الجميع مؤمنا باستحالة الفراق بين الأب وأبنائه، بين مدرب وهب خمسة عشر سنة من حياته للوداد وبين فلذات كبده من اللاعبين والمسيرين.

رحل الأب جيكو عن الوداد وتزامن الرحيل مع فقدانه لوالده، فعاش الرجل ما يشبه الاعتكاف بعيدا عن ميادين الكرة.

أصبح الأب جيكو أمام هذا الخطب كمن وقع بين السندان والمطرقة لشدة الصدمة وهول المصاب، وبقي شارد الذهن فمرض من جراء هذه الطعنة مرضين خطيرين داء السكري وملوحة زائدة في الدم كاد أن يؤدي بحياته لولا الألطاف الربانية، امتد الألم إلى معنويات الأب جيكو الذي لم يتمكن من الصمود أمام هول الخطب، خاصة وأنه تعرض لخطر الموت ثلاث مرات، فقد أطلق عليه الخونة الرصاص أبرزها أثناء احتفاله بفوز الوداد على المستعمر في شارع السويس بدرب السلطان.

صمم الأب جيكو على الانتقام ممن خانه، إذ اعتبر الإقالة طعنة من الخلف، سأله أحدهم عن سر الاختلاف فقال إن الوداد زوجته لكنه «غادي يجيب عليها الضرة»، مضيفا «الضربة التي لا تقتلني تقويني»، وابتهل إلى السماء قائلا «رباه احميني من أصدقائي أما أعدائي فأنا قادر بهم».

وهنا قال قولته الشهيرة «سأبني فريقا يقتسم مع الوداد هواء الدار البيضاء»

توفي الأب جيكو سنة 1970 فقيرا ولكنه مات رجلا نزيها وشريفا، تاركا وراءه ثروة رياضية ثقافية مهمة للدار البيضاء، وذكرى طيبة ونموذجا وطنيا يحتدى به في روح التضحية والنزاهة، ورصيدا كبير على المستوى الأخلاقي والرياضي والثقافي والإنساني ككل، التضحية بالأموال والوقت والمجهود الخاص من أجل البناء للرياضة المغربية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *