الرئيسية يساعة 24 مؤثر .. حكاية إمرأة “خريبكية” زاحمت اللاجئين السوريين في مدارات أكادير فانتهى بها الأمر في سجن أيت ملول

مؤثر .. حكاية إمرأة “خريبكية” زاحمت اللاجئين السوريين في مدارات أكادير فانتهى بها الأمر في سجن أيت ملول

كتبه كتب في 8 يوليو 2017 - 15:35

أدانت إبتدائية أكادير ” أمينة ح ” بشهرين حبسا نافذا وغرامة نافذة 500 درهم ، إثر تورطها في جنح النصب والتسول والتزوير في وثيقة إدارية وأستعمالها .

إقتاد الشرطي أمينة نحو سيارة في ملكية إدارة السجون والتي ستقلها لسجن أيت ملول ، ولم تكثرت لتحايا أفراد من العائلة والأقرباء كانو يترقبون خروجها من الباب الخلفي للمحكمة حيث يتم إخراج الموقوفين الذين سيودعون السجن ، وكانت المسكينة مهمومة تردد فقط ، يالغدر الزمان .

أمينة إبنة مدينة خريبكة  ذات الأربع والأربعين ربيعا ، وجدت نفسها عرضة للشارع بعد تجربة زواج فاشلة لم تجني منها غير طفلين تنكر لهما طليقها و، تحملت لوحدها عناء تربيتهما وتوفير لقمة العيش لهما .

إتصلت أمينة بكل الشركات الموجودة بخريبكة وكذلك إدارة الفوسفاط من أجل عمل يضمن لها قوت يوم طفليها لكنها لم تفلح ، وقررت كغيرها من نساء خريبكة الفقيرات أن تهاجر في أرض الله الواسعة ، علها تجد عملا شريفا يضمن لقمة العيش لها ولطفليها ، ولم تكن الوجهة غير مدينة أكادير التي حلت بها لتحدو حدو ” خريبكيات مستورات ” بعضهن يعمل في معامل التصبير والأخريات يعملن في الضيعات الزراعية .

خاب أمل أمينة في إيجاد عمل بمنطقة سوس خاصة وأنها حلت بأكادير في الوقت الذي يتوقف فيه العمل بمعامل التصبير وفي الوقت الذي يلجأ فيه المزارعون لتقليص اليد العاملة .

الغربة و”الشوماج” وغلاء المعيشة بأكادير لم تؤرق فقط أمينة بل دفعتها لتزاحم اللاجئيين السوريين في بعض المدارات الطرقية بأحياء الهدى والسلام وغيرها ، وتمد مثلهم يدها للمارة ومع ذلك لم يكن المردود كافيا لتوفير حاجياتها وحاجيات طفليها ، ورغم ذلك وفي غياب بديل بقيت لعدة شهور تتسول ، وحز في نفسها ماتراه من تحيز تام لجل المارة للاجئيين السوريين والمهاجرين الأفارقة  على حساب المتسولين المغاربة .

في كل مدارات المدينة كانت أمينة تلاحظ أن نسبة هامة من المغاربة تكتفي ب ” إكرام ” السوري والإفريقي وناذرا مايكرمون المتسول المغربي ، وحتى في حالة إكرامه تكون ” الصدقة ” زهيدة لاتفي بالغرض .

في المدارات الطرقية لمدينة أكادير ربطت أمينة علاقة صداقة بالعديد من السوريين والأفارقة  من دول جنوب الصحراء ، وحكت لهم عن معاناتها ، ولم تخفي غيرتها وإحساسها بالحكرة حين ترى إخوانها المغاربة ” يفضلون ” الأجانب على الفقراء والمساكين من أبناء جلدتهم ، وعلى سبيل المزاح إقترح عليها بعضهم إنتحال صفة متسولة سورية أو إفريقية .

عندما رجعت أمينة إلى بيتها إستعرضت شريط يومها الذي قضته مع الأفارقة والسوريين في مدارة الهدى ، وحتى إن كان إقتراح بعضهم عليها إنتحال صفة متسولة أجنبية مجرد مزحة  إلا أنها قررت خوض هذه التجربة بإنتحال صفة لاجئة سورية ، وساعدتها صديقة سورية تعرفت عليها بمدينة أكادير بعد أن منحتها جواز سفر سوري والصقت فيه صورتها ، ولمدة شهرين كانت تختلط مع السوريين بمدينيتي أكادير ومراكش حيث تشهر جواز سفرها ، إلى أن بلغ بها “مخبر ” من اللاجئيين السوريين وأوقفتها شرطة مدينة أكادير ، التي أحالتها على العدالة .   

 عبدالواحدرشيد 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *