عرفت مدينة تيزنيت، مساء اليوم الخميس، لحظات تاريخية لا تنسى، بعدما تمكن فريق أمل تيزنيت لكرة القدم من حجز بطاقة الصعود إلى القسم الوطني الاحترافي الثاني، عقب انتصار حاسم على فريق اتحاد تمارة، في مباراة حبست الأنفاس وأسفرت عن فرحة عارمة عمّت المدينة.
الصعود لم يكن عاديا وفق متتبعين، بل كان نهاية لمسار طويل شاق، رسمت فيه جماهير تيزنيت لوحات من الصبر والتشجيع والمساندة غير المشروطة. سنوات من “الاقسام السفلى”، أُطلق عليها محبو الفريق “أقسام الظلام”، أخفت بريق الطموح، لكنها لم تُطفئ شعلته.
اللقاء الذي احتضنه ملعب المسيرة بتيزنيت، انتهى بانتصار أمل تيزنيت بنتيجة أبهجت القلوب وأطلقت العنان لاحتفالات هستيرية، حيث خرج الآلاف من أنصار الفريق إلى الشوارع والساحات، مرددين الأهازيج، رافعين الأعلام الزرقاء، وسط زغاريد النساء ودموع الرجال الذين عايشوا صعودا طال انتظاره.
وقال أحد المشجعين القدامى للفريق، في تصريح مع أكادير تيفي: “عشنا سنين من الانكسارات والتقلبات، لكن لم نفقد الأمل. اليوم نحصد ثمار الوفاء، وهذا الصعود هو بمثابة ولادة جديدة لفريقنا”.
الطاقم التقني والإداري بدورهم لم يخفوا فرحتهم، مؤكدين أن العمل الجاد والتخطيط المحكم والدعم الجماهيري كان سر هذا التتويج. وأشاد مدرب الفريق بأداء اللاعبين “الرجولي” طوال الموسم، معتبرا أن “الصعود لم يكن هدية بل استحقاقا”.
ويرى متتبعون للشأن الرياضي المحلي أن هذا الإنجاز قد يكون بداية لمرحلة جديدة من التألق والاحترافية، شريطة توفير الدعم المالي والاستقرار الإداري والبنية التحتية اللازمة لمسايرة تحديات القسم الاحترافي.
وبهذا الصعود التاريخي، يعيد أمل تيزنيت الروح لكرة القدم في المنطقة، ويمنح عشاق المستديرة هناك جرعة أمل بأن القادم أفضل، وأن الحلم حين يُصان بالحب والإيمان، يمكن أن يصبح واقعا.
