كشفت معطيات حديثة أن مشروع القطار الفائق السرعة (TGV) الرابط بين مراكش وأكادير يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث بلغت نسبة إنجاز الدراسات الأولية حوالي 45%، مما يعكس التقدم المستمر في هذا المشروع الاستراتيجي.
ويُعد هذا الإنجاز مؤشرًا إيجابيًا على سير المشروع وفق الجدول الزمني المحدد، كما يعزز الآمال في مساهمته في تسريع التنمية الجهوية وتعزيز الربط بين الأقاليم الجنوبية وباقي جهات المملكة.
يتولى المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) قيادة المرحلة الحالية من المشروع، مع إشراف دقيق على كافة التفاصيل لضمان الامتثال لأعلى معايير الجودة.
وفي هذا الإطار، تم تكليف شركة China Railway Design Corporation، وهي شركة صينية رائدة، بإجراء الدراسات التمهيدية المتعلقة بالبنية التحتية والهندسة المدنية، إلى جانب تحديد المعدات والأنظمة التكنولوجية المطلوبة.
وفي سياق تعزيز معايير الجودة والسلامة، تعاقد المكتب الوطني للسكك الحديدية في نوفمبر 2023 مع شركة Egis Rail الفرنسية، المتخصصة في الهندسة والنقل، للإشراف على المراقبة التقنية الدقيقة للمنشآت الفنية المعقدة، مثل الجسور والأنفاق.
كما تم في أغسطس 2023 إسناد الدراسات الجيولوجية والهيدروجيولوجية والجيوتقنية إلى المختبر المغربي LPEE، لضمان استدامة المشروع وملاءمته للظروف الطبيعية المحلية.
ورغم الشائعات التي أثيرت حول إمكانية تأجيل أو إلغاء المشروع، أكد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، أن الحكومة ملتزمة بتنفيذه، نافياً بشكل قاطع أي احتمال لتجميده.
وأعلن أن الوثائق التعريفية للمشروع ستكون جاهزة قريبا ، مما سيمهد الطريق لانطلاق مرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع.
من المتوقع أن يكون للقطار الفائق السرعة بين مراكش وأكادير تأثيرات إيجابية كبيرة، تشمل تعزيز البنية التحتية للنقل، وتحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة في المنطقة. كما سيساهم في تحسين الربط الجهوي، مما يسهل التنقل بين الأقاليم الجنوبية وباقي جهات المملكة.
ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية المغرب الطموحة لتطوير شبكة السكك الحديدية عالية السرعة، والتي تهدف إلى تعزيز التنافسية الاقتصادية وتحسين جودة حياة المواطنين.
ومع تقدم الدراسات الأولية، يزداد التفاؤل بأن هذا المشروع سيُحدث نقلة نوعية في قطاع النقل بالمملكة، ويعزز مكانتها كمركز إقليمي رائد في مجال البنية التحتية.