قال رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين، إن قطاع السياحة ساهم في خلق 25 ألف فرصة عمل جديدة خلال عام 2023، بزيادة قدرها 25% مقارنة بالهدف المحدد في خارطة الطريق الاستراتيجية للقطاع.
وخلال عرضه في جلسة الأسئلة الشهرية حول السياسة العامة، التي كانت مخصصة لموضوع “التوجهات الكبرى للسياسة السياحية”، أكد أخنوش أن الحكومة تؤمن بأن نجاح أي قطاع اقتصادي لا يعتمد فقط على البنية التحتية والخطط الاستراتيجية، بل يرتبط أساسًا بالاستثمار في العنصر البشري، الذي يعد أساس التنمية الحقيقية، خاصة في قطاع حيوي مثل السياحة.
وأوضح أخنوش أن الحكومة جعلت من تنمية الكفاءات البشرية محورًا رئيسيًا في الاستراتيجية السياحية، بهدف تكوين جيل جديد من المهنيين القادرين على تطوير القطاع إلى آفاق جديدة.
وأشار إلى إطلاق برنامج طموح في يوليو 2024 لتصديق الخبرات المكتسبة من العاملين في القطاع السياحي، حيث من المتوقع أن يستفيد منه أكثر من 7.500 شخص حتى عام 2026، مما سيسهم في تعزيز الاحترافية وتحسين جودة الخدمات السياحية.
كما شدد على أهمية التكوين في تطوير الكفاءات، لافتًا إلى إطلاق برامج مبتكرة مثل “أفق التميز”، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل 12 مؤسسة للتكوين المهني الفندقي وفقًا للمعايير الدولية، من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص. وأوضح أن الحكومة أطلقت أيضًا برنامجًا لتأهيل أطر التسيير المتوسطة، يستهدف تدريب 9 آلاف تقني متخصص، إضافة إلى برنامج للتكوين المستمر يهدف إلى تدريب أكثر من 8 آلاف مستفيد.
على صعيد الاستثمار، أكد أخنوش أن الحكومة أولت أهمية كبيرة لتحفيز الاستثمار في القطاع السياحي، حيث أطلقت برنامج “GO سياحة” لتعزيز ديناميكية القطاع وتحسين تنافسية المقاولات السياحية، مع تخصيص ميزانية تصل إلى 720 مليون درهم لهذا البرنامج، الذي يستهدف 1.700 مقاولة في الفترة من 2023 إلى 2026.
وأضاف أن الحكومة، عبر اللجنة الوطنية للاستثمارات، تدعم المشاريع السياحية، مشيرًا إلى الإقبال الكبير من المستثمرين على القطاع السياحي بالمغرب، وأحدث مثال على ذلك هو استثمار تكتل من كبار المستثمرين العالميين في مشروع بمحطة الصويرة موكادور بقيمة 2.3 مليار درهم، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في مختلف جهات المملكة.
كما أشار إلى أن اختيار العلامات الدولية للاستثمار في السياحة بالمغرب ليس مصادفة، بل هو ناتج عن مؤهلات المملكة مثل الاستقرار والأمن، والبنية التحتية الحديثة، والمزايا التي يوفرها الميثاق الجديد للاستثمار وصندوق محمد السادس للاستثمار.
وفي ختام حديثه، نوه أخنوش بإطلاق بنك المشاريع السياحية الذي يتضمن أكثر من 200 مشروع موزعة على مختلف المؤهلات السياحية لكل جهة، مما يسهل على المستثمرين العثور على الفرص المتاحة وتنفيذ مشاريعهم بنجاح.
وأكد أن هذه الجهود أسهمت في جذب استثمارات سياحية تجاوزت قيمتها 8 مليار درهم خلال عام 2024، ما سيساهم في تعزيز القدرات الإيوائية والخدمات السياحية.