أكد الأمين العام للشبكة الدولية لمنظمات الأحواض، إريك تارديو، أن المغرب جعل من قضية الماء أولوية سياسية قصوى، مشيداً بسياساته المبتكرة في إدارة الموارد المائية. جاء ذلك خلال ندوة دولية احتضنتها مدينة فاس لمناقشة تطبيق التدبير المندمج للموارد المائية لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.
وأوضح تارديو أن المغرب يعد نموذجاً يحتذى به على الصعيد الدولي، حيث نجح في تطوير بنية تحتية متقدمة للمياه تشمل بناء السدود ونقل المياه بين الأحواض، إلى جانب تطور تقنيات إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة وتحلية مياه البحر.
وأضاف أن هذه التدابير تسهم في توسيع نطاق الموارد المائية المتاحة وتدعم إشراك المجتمعات المحلية في الإدارة المتكاملة للموارد المائية، مما يضمن تقاسم هذا المورد الحيوي بشكل أكثر عدلاً واستدامة في ظل الضغوط المتزايدة.
كما أبرز تارديو وجود إرادة سياسية واضحة في المغرب تُترجم إلى خطوات عملية من خلال وكالات الأحواض المائية التي تعمل منذ أكثر من عشرين عاماً على وضع خطط للطوارئ وتطوير القدرات المؤسساتية والمحلية، مؤكداً أن هذه الجهود تعزز نهج اللامركزية في إدارة الموارد المائية.
الندوة التي جمعت خبراء وباحثين من مختلف دول العالم ناقشت استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع التحديات المرتبطة بالمياه، وركزت على تعزيز قدرات المشاركين وتمكينهم من أدوات الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتحقيق إدارة مستدامة وعادلة.
يُذكر أن المغرب يستمر في ترسيخ مكانته كأحد الدول الرائدة عالمياً في مجال إدارة الموارد المائية، مما يعزز استجابته للتحديات المناخية والبيئية التي تواجه العالم اليوم.