في خطوة جديدة تعزز مكانة المغرب كقوة صناعية صاعدة، أعلنت المملكة عن نيتها الدخول بقوة في مجال صناعة القطارات. بعد النجاحات التي حققتها في قطاعي السيارات والطيران، تسعى المغرب إلى بناء منظومة صناعية متكاملة للقطارات، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع دول صناعية عريقة مثل الصين وألمانيا وفرنسا.
وستشهد مدينة فاس إنشاء أول مصنع مغربي لصناعة القطارات، ليكون بذلك ثالث قطب صناعي للمملكة في مجال النقل. ومن المقرر أن يبدأ هذا المصنع إنتاجه بحلول عام 2025، مما سيفتح آفاقاً جديدة للاستثمار وخلق فرص عمل.
ولا تقتصر طموحات المغرب على صناعة القطارات فحسب، بل تمتد لتشمل تطوير شبكة السكك الحديدية بشكل شامل. فمن خلال مشاريع ضخمة، يهدف المغرب إلى زيادة تغطية شبكة السكك الحديدية من 51% إلى 87%، وذلك ببناء آلاف الكيلومترات من الخطوط الجديدة، بما في ذلك خطوط للقطارات فائقة السرعة ستربط بين المدن الكبرى كطنجة والدار البيضاء ومراكش وأكادير.
كما تسعى المملكة إلى ربط الموانئ والمطارات الرئيسية بشبكة السكك الحديدية، وإنشاء مراكز نقل متكاملة لتسهيل التنقل بين مختلف وسائل النقل.
وبفضل هذه الخطط الطموحة، يهدف المغرب إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة القطارات، ورفع نسبة الإدماج المحلي إلى 80%، مما سيجعله رائداً في هذا المجال على مستوى القارة الأفريقية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الرؤية الاستراتيجية للمغرب، والتي تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة المملكة كقوة اقتصادية إقليمية.