أمر قاضي التحقيق بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط بإيداع أربعة أشخاص السجن، بينهم ثلاث نساء، على خلفية تورطهم في تنظيم وتسهيل الهجرة السرية عبر شاطئ الهرهورة خلال فترة جائحة كورونا.
وتعود تفاصيل القضية إلى شكاية تقدم بها أحد المتهمين، ادعى فيها تورط أشخاص آخرين في هذه الجرائم. إلا أن التحقيقات كشفت عن حقيقة صادمة، إذ تبين أن الشاكي هو العقل المدبر لشبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين عبر البحر مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأكدت مصادر مقربة من الضحايا، الذين تجاوز عددهم 35 شخصًا، أن المتهم الرئيسي كان يتفاوض معهم بشكل مباشر ويوهمهم بنجاح عملية الهجرة. وقد تمكنت التحقيقات من ربط المتهم الرئيسي بشقيقتيه وامرأة أخرى، حيث تم إيداعهن جميعًا السجن.
كما كشفت التحقيقات عن تورط عناصر أخرى في هذه الشبكة، من بينهم دركي متقاعد، وسائق شاحنة، وسائق سيارة أجرة. وتشير بعض المعلومات إلى احتمال تورط موظفين بمركز ترابي للدرك بتمارة، وهو ما تتطلب التحقيقات مزيدًا من التعمق للتأكد منه.
وتجدر الإشارة إلى أن شواطئ الهرهورة وسيدي العابد والصخيرات وبوزنيقة شهدت خلال فترة الجائحة نشاطًا مكثفًا لشبكات الهجرة السرية، رغم الجهود التي بذلتها السلطات الأمنية لإحباط هذه المحاولات.
هذا، وتؤكد هذه القضية حجم التحديات التي تواجهها السلطات في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والتي تتطلب تضافر الجهود وتنسيقًا أمنيًا دوليًا لمواجهتها.
