توفي سامي باسو، عالم الأحياء الشاب البارز في مجتمع مرضى الشيخوخة المبكرة، عن عمر يناهز 28 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا من الإلهام والتفاؤل.
وُلد باسو في إيطاليا عام 1995، وتم تشخيصه بمرض الشيخوخة المبكرة (متلازمة هتشينسون جيلفورد) في سن الثانية، وهو مرض نادر يسرع من الزمن البيولوجي ويقصر عمر المصابين به، مصحوبًا بمضاعفات صحية متعددة.
رغم التحديات الصحية، اشتهر باسو بروحه المرحة وحبه للحياة، حيث كان يشارك متابعيه مقاطع فيديو ساخرة عن حالته الصحية، ويستغل مظهره الفريد في الفكاهة. اشتهر بمقطع يتحدث فيه عن اتباعه لنظام غذائي رغم عدم قدرته على اكتساب الوزن، وشارك في مناسبات مثل الهالوين بملابس ونظارات فضائية، مما أضفى لمسة من المرح على حياته.
عائلته احتضنته بمحبة وعاملته بشكل طبيعي، مما ساعده على العيش في بيئة إيجابية. رغم تساؤلاته الدينية في مرحلة المراهقة حول سبب معاناته، توصل إلى اعتبار مرضه “هدية”، مما دفعه للعيش بإيجابية، حيث كان كاثوليكيًا متمسكًا بإيمانه رغم التحديات.
حصل باسو على درجة الماجستير في علم الأحياء الجزيئي، وكان عضوًا فعالًا في فريق بحثي يعمل على تطوير علاجات جينية للشيخوخة المبكرة. شارك في تجربة سريرية لأحد الأدوية التي تم اعتمادها لاحقًا لعلاج المرض، وساهم في أبحاث تعديل الجينات، مما عزز مكانته كعالم في مجاله، رغم تأجيله لدراسته في برنامج الدكتوراه بسبب انشغاله في العمل البحثي.
كانت علاقته بليزلي جوردون، مديرة مؤسسة أبحاث الشيخوخة المبكرة، علاقة خاصة منذ طفولته، حيث دعمت جوردون باسو شخصيًا وعلميًا، وعملوا معًا لتحسين حياة المصابين بالشيخوخة المبكرة.
ورغم وعيه بقصر عمره المتوقع، عاش باسو حياته بشكل كامل، وكان يدرك المأساة بفقدان العديد من أقرانه المصابين بنفس المرض، لكنه ظل متفائلًا وملهمًا لمن حوله، حاثًا الجميع على العيش بإيجابية والاستفادة القصوى من الحياة.
توفي باسو نتيجة مضاعفات قلبية مشتبه بها بعد احتفال ورقص مع أصدقائه، مما أثار صدمة رغم إدراك المحيطين به لحقيقة قرب وفاته. سيبقى سامي باسو في الذاكرة كشخصية كاريزمية حققت الكثير رغم التحديات، تاركًا إرثًا من الأمل والإيجابية في قلوب كل من عرفه.
