تشهد موارد المياه في المغرب أزمة حادة، حيث بلغت نسبة ملء السدود مستوى خطيرًا لا يتجاوز 27.87%، وفقًا لبيانات المديرية العامة لهندسة المياه بوزارة التجهيز والماء.
هذا الانخفاض الكبير في حقينة السدود يعكس نقصًا ملحوظًا في هطول الأمطار خلال الأعوام الأخيرة وارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وعلى الرغم من التدهور العام، لا تزال بعض الأحواض المائية تسجل نسب ملء مقبولة نسبياً، مثل حوض “اللوكوس” الذي يحتل المرتبة الأولى بنسبة تقارب 55%.
أما حوض “أم الربيع”، الذي يعد من بين أهم الأحواض المائية في المغرب، فقد وصلت نسبة ملئه إلى مستوى منخفض جداً بنسبة 4.37%، مما يبرز مدى حدة الأزمة.
وتسجل نسبة تقارب 23 في المائة في حوض “ملوية”، و11,81 في المائة في حوض “سوس ماسة”، ونسبة مماثلة تقريبا في “حوض درعة واد نون” (12 في المائة)، وأكثر بقليل من 24 في المائة في حوض “زيز كير غريس”.
وتشهد أحواض أخرى وضعاً صعباً؛ إذ يمتلئ “حوض أبي رقراق” بنسبة لا تتجاوز 25,02 في المائة، في وقت تظل بقية الأحواض المائية المغربية تعاني “وضعية حرجة” أكثر، خصوصا أن معظمَها يقع جغرافياً في مناطق تعاني أزمة جفاف أو إجهادا مائيا هيكليا (الجنوب الشرقي والجنوب).
الأزمة المائية في المغرب ليست مجرد مسألة نسب ملء السدود، بل تمتد إلى تأثيرات أخرى مثل تفاقم التوحل في السدود وارتفاع نسبة التبخر في فصل الصيف، مما يزيد من تعقيد الوضع. هذه الأزمة تدفع السلطات لاتخاذ إجراءات تقشفية مثل خفض صبيب المياه في المدن الكبرى وإغلاق بعض المرافق مثل الحمامات العامة.
وتزداد حدة الأزمة في الأحواض المائية الموجودة في المناطق التي تعاني من جفاف هيكلي، مثل الجنوب الشرقي والجنوب المغربي، مما يضع هذه المناطق في وضعية مائية حرجة.
